-㉚-

165 13 3
                                    

ابتسمت مروة ابتسامة خاطفة لأنفاس ذلك الوحش الذي يرقص معها بجنون كونه شعر بسعادة عارمة و عرف كونها سوف تقبل بزواجها منه ، بقي يتمايل معها بينما هي تستمتع بلعب به مثلما تريد و سوف تحقق رغبتها و العد تنازلي لنهايته اقتربت بالنسبة لها . تفكيرها الان متعلق بأمجد تذكرت رزانته و ذكائه و حديثه معها بتفهم و مراعاه للمشاعر مما جعله يكبر داخل قلبها دون أن تدرك هذا ، إنها تتجاهل احاسيسها كونها تدرك بأن شابا مثله لن يرغب بأن يكون علاقة مع فتاة مثله فهو يريد فتاة مثقفة و جميلة و من عائلة غنية و محترمة التي هي مريم التي أعجب بها من أو نظرة ...


الأجواء شتوية و ناعمة و باردة في نفس الوقت مما دفع الفتيات لاستغلاله في التزحلق على الثلج بقي الحراس يراقبونهم بكل حرص ، حينما انتهوا من اللعب و الشغب اتجهوا كذلك ناحية الشلال يتجولون هناك لتضحك كاترين فقد تذكرت اخر مرة جاؤو فيها إلى هذا المكان: تذكرت لما جينا لهون و هذول الاتنين عم يقولو عن الضفادع إنهم لطيفين و بدهم يسبحوا جوا و يتجمدوا..
ضحكت مريم التي كانت متمسكة بيد زينب لترد على كلامها : صراحة تذكرت لطافتهم لما وصلنا لهون صح بحسهم بنات صغار الجو حلو كتيرر اليوم و رومانسي بتمنى بس الحراس مو هون ..
بعد أن ألقت كاترين النظر في الارجاء لتراهم في التلة يقومون بالحراس : لا تشغلي بالك بعاد مو مشغولين فينا عم يشوفوا بس من بعيد نحنا بأمان ...




لكن ذلك الأمان لن يدوم فقط عرف مكان تواجدهم أحد جماعة هيثم كونه دائم التواجد في البراري الثلجية ، كان ينظر اليهم ليضحك بكل ثقة و شر حاملا نفسه ليتجده مسرعا إلى البلدة لكي يخبر زعيمه الذي كان في ذلك الوقت يستمتع بوقته مع محبوبته ولم يكترث لوفاة أخيه مطلقا ، الحب يجعلك أعمى لكن بمثل حبه لم تشهد شخصا مثله حقا بينما يحتسي شرابه و يتحدث مع مروة و يضحكان سويا ليدخل فجأة أحد جماعته مرتديا زي جلدي ابيض ذو عين واحدة فقط اقترب من زعيمه ليهمس له : زعيم لاقيت مخبأ فريستنا ..
حينما سمعت هذا الخبر اتسعت ابتسامته ليشرب أكثر و يرقص لكن مروة لم تشعر بالارتياح لتصرفه المفاجئ ، بقيت تفكر مليا لكنها حاولت عدم التشكيك من نفسها حيث أن هيثم آل حسام لا يوجد شيء لا يلاحظه ...




بعد أن انتهى أمر تشيع جنازة ماريا في وضع حزين خاصة بالنسبة لكل من يعرفها خاصة نور التي لم تستطيع تمالك نفسها مطلقا ، شعرت بالندم لكن الأمر ليس بيدها مطلقا حينما سمعت فردوس بأمر وفاتها قررت الذهاب دون أي تردد بينما هي في المقبرة الجميع متواجد هناك . اقتربت إلى هناك لتلمح نور لتقترب منها بينما النسيم البارد انتشر في كل مكان رأت بأن حالتها ليست بجيدة تنهدت لتتحدث معها بأسى : كيف صار هيك نور رغم هيك الله يرحمها خلص لا تحكي أنا حدك اهدي ..
قامت فردوس بمعانقة نور إليها التي انفجرت من البكاء لقد مرت سنوات ولم تحضى بمثل هذا الحضن مطلقا معها لدرجة إنها لم تبتعد عنها مطلقا ، رحل الجميع من المكان ليبقى قبر ماريا الذي كساه الثلج برمشة عين و كلا من نور و فردوس التي قامت بمسح دموع نورا بهدوء لتتحدث معها : خلص اهدي بيتي قريب من هون شو رايك تجي معي رجاء لا تخجليني لازم نحكي مع بعض و الجو صار بارد كتيرر تعالي معي يلا سيف هون رح يوصلنا..

أنفاس الشتاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن