-㉔-

187 16 4
                                    

الفتاة الحسناء تركز على رسمتها بدقة فائقة بينما فتاتها تنظر إليها فقط ضاعت كليا في ملامحها الفاتنة ، عضت على شفاتيها حينما أدركت بأنها تشعر بشرارة تجري في عروقها بسببها . بقيت على هذا الوضع جالسة على الكنبة غارقة في تفاصيل وجهها الجميل ، دخلت إلى الصالة سيدة حياة كانت سوف تتحدث معهما لكنها أدركت ما يحدث لتبقى لثواني لترى مدى جمال زينب التي بقيت تركز على رسمتها فقد كان مصدر الهامها شغفها بحب فتاتها . بقيت حياة تحدق في مريم التي لم تعرف بأمر وجودها لتعيد النظر للفتاة الجميلة الأخرى لتتحدث مع نفسها : ( اوو مريم جانة فيها عالاخر لهي البنت حقها عمري لا شفت بنت بهيك جمال محظوظة كتير بنت فردوس بس المشكلة يا مريم عم تذكريني بنظرات أمك لالي بس أنا خربت كل يلي بيناتنا بس كان هاد الحل المناسب مافي حدا رح يقبل بهي العلاقة و بنهاية كل وحدة رح تتزوج رجال فهمتك فردوس لهيك بدك بنتك تعيش يلي ماقدرتي تعيشيه مابدك ياه تحس بوجع الحب )..
فورا رؤيتها لمريم واقفة متجهة ناحية زينب غادرت مسرعة كونها عرفت بأنها حقا لن تمسك نفسها بعد أن رأت كل هذا الجمال ، اقتربت ناحيتها لتحدق فيها أكثر و أكثر لتلاحظ زينب هذا لتضع عليها الألوان على خديها لتقهقه لتقوم مريم بحركة غير متوقعة اقتربت منها لتمسح خديها على خديها مما جعل الفتاة تغمض عينيها لتشعر بجسمها يقشعر حبا لها . تمالكت نفسها زينب لكنها وجدت نفسها غارقة بنظرات فتاة تعشقها لأبعد الحدود وضعت مريم يدها على خدها لتتحدث معها : مو معقول كمية الجمال هاد من وش صبح شو بدك تساوي لسا فيني أكتر من هيك ست زينب كلمة بحبك قليلة ليوصف شعوري ناحيتك ..
ابتسمت بخفة لتحمر وجنتيها حاولت تجاهل عينيها لتجد عينيها مرة أخرى: عمرك ما بتعرفي الاستسلام وأنا بحبك مريم و بجنون بمقادر حبك لالي أنت يلي محلية أيامي هلا ممكن كمل رسمتي ولا بلشتي رومانسية تبعك هلا ..
_ لو بلشها مارح نخلص عفكرة المشكلة فيك ليش أنت حلوة ليش عم تجنيني أكتر من اللازم اتطلعي فيني لشوف الكل رح يشهد قصة حبنا أنا و أنت و رح تشوفي ..
قهقهت زينب ببرأة بينما تنظر إلى فتاتها المجنونة : عنجد خصوصا بهي البلدة الشتوية المستبدة لنسوان لو يعرفوا بخصوصها رح يخلصوا علينا ..
_ ما تخافي خبرتك مارح اسمح لأي حدا يلمس ولو شعرة منك أنت ملك شخص واحد بس و هو مريم هلا كملي رسمتك لشوف رح اقرأ كتاب هلا و حاول ما ضل اتطلع عليكي أنت بحد ذاتك تحفة فنية هو في شيء ما يقدرو يعملوه ايديك الحلوين قربي لشوف ..
ابعدت عن يدها فرشاة الرسم لتقبل يديها بكل حب احمرت وجنتاي الفتاة الجميلة مما دفع نبضات قلبها تفقد السيطرة على نفسها ، غابت عن الواقع للحظة كأنها مخدرة بقبلات مريم لها لتراها اقتربت منها أكثر غارقة في جمال عينيها .
حاولت الهروب منها لكنها امسكت بها لتسحبها إليها مرة أخرى لتحملها بهدوء لتضعها فوق مائدة الصالة ، تخدرت للحظة لتجد مريم فقدت صوابها بحد ذاتها لتقبل رقبتها بجنون كأنها تفترسها بينما آهات زينب المثيرة جعلت قلبها يخرج من مكانه ..
بعد أن توقفت سحبتها ناحيتها مرة أخرى لتشعر برجليها يحاصرانها مما دفعها للاقتراب منها لتشعر بأنفاسها الحارة ضاعت في جمال عينيها الغزالية ، اقتربت أكتر إليها زينب لتشعر بها تقبل شفاتيها بعمق كأنها تشعر بلسانها يحتك بلسانها شعرت و كأنها في عالم أخر ابتعدت عنها قليلا لترى مدى جمالها لفتاتها لتقترب منها لتهمس لها : شكلي رح افقد السيطرة عليك هلا زينب عمري لا توقعت اني ما اقدر اتماسك بس جمالك مجنني..













أنفاس الشتاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن