-⑥-

346 16 3
                                    

كلما نظرت إليها لمعت عينيها إعجابا بها خاصة كون مريم شخص مراعي و حنون للغاية ، عندما تتواجد معها تشعر بالسعادة و الأمان لامست يدها برفق و هما ينظران إلى جمال الشلال انبهرت زينب من جمال المنظر خاصة و أن الثلج ينزل بخفة ليحرك الهامها في الرسم . ساعدتها في وضع سطول على الحصان لكي يقوموا بعملية تنظيف الكوخ من الغبار فقد مر وقت طويل على وفاة والدها ولم يدخل عليه أحد حتى جدها ، بينما هي تنظف شعرت و كأنها متواجدة برفقة والدها تمالكت نفسها لتكمل عملية مسح الغبار ، لاحظت نشاط زينب و كيف أنها بارعة للغاية في الأعمال المنزلية استغلت شرودها في التنظيف لتتأملها كعاشقة مجنونة لم تشعر على نفسها ، بقيت تنظر إليها فقط بينما عينيها تشع اعجابا بها ..

حينما لاحظت بأنها سوف ترفع رأسها لتنظر إليها ادعت إنها منشغلة بالتنظيف مثلها ليحدث العكس ، أطلقت العنان لنفسها زينب للحظة شعرت بنوع من الحزن لتتنهد بينما تحادث ذاتها ( ياريت لو فينا نكون مع أي شخص بهي الحياة مو شرط الجنس تبعو شعوري بالأمان و السعادة معها بحسسني بالخوف فوقها حكي كاترين علق براسي يا ترى بتحسي بنفس شعوري مريم ) ..
لاحظت مريم هدوئها المفاجئ حينما توقفت عن مسح الأثاث اقتربت منها لتمسح عن خدها الغبار لتبتسم لها بخفة ، بعد مدة من التنظيف انتهى المطاف بهما ينظران إلى موقد النار الذي اشعلته مريم لتو عادت ذاكرتهما أدراجها إلى الطفولة.
_تتذكري زينب لما اجيتي اول مرة على بيتنا و قعدنا عالموقد و ليكنا هلا نعمل نفس شيء بس بمكان مختلف ..
_ صح الوقت مر بسرعة عبالي مارح نلتقي بالمرة خاصة لما عرفت أنك سافرتي خلص ..
_ بس قلك شيء في شيء بخليني ارجع لهون مو بس عيلتي في أنتِ ..
حينما سمعت هذا الكلام من مريم احمرت وجنتيها كليا لتنظر إلى الموقد لتقرر الوقوف فجأة لتنظر إلى الثلج المتساقط ، قررت الهروب من تلك الأعين التي كانت تشع اعجابا بها فقد شعرت بنوع من الخجل و لم تعرف ما يتوجب عليها القيام به بقيت هادئة ، لكن اقتربت منها مريم لتمسك بيدها بينما تنظر إلى الخارج معها : مبسوطة لأنك معي زينب و خاصة بهي اللحظة بحد ذاتها هاد شيء بيعنيلي كتير صراحة ..
نظرت إلى عينيها بعمق لتغيب للحظة عن الواقع أخذها خيالها لشيء آخر و كأنها تقترب منها أكثر فأكثر لدرجة أنها شعرت بأنفاسها الملتهبة تتسارع شيئا فشيئا ، لتسحبها ناحيتها لتغرق في جمالها أكثر فأكثر لتخطف قبلة من شفاتيها الممتلئة . استغربت منها مريم للحظة فقد لاحظت شرودها المفاجأ نوعا ما : شوفي زينب شكلك عم تفكري بشيء خبريني أنا حدك هون ..
استفاقت من شرودها المفاجئ لتشعر بنوع من التوتر : لا مافي شيء بالمررة هوهو بس كنت عم فكر هيك بس ( شو عم بصير معي ليش قلبي عم ينبض بهي سرعة فوقها عم اتخيل اشياء جنونية لا زينب استغفري هي رفيقتك )..
_ عنجد يعني من اليوم رح نقضي اوقات حلوة هون بصراحة ما حبيت تنشغلي عني ( و صراحة تانية اني ما بتحمل حدا يتطلع عليكي و لا انو يقضي وقتو معك ) ..

أنفاس الشتاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن