في أمسية ذلك اليوم بينما الجميع في قصير آل شيخ على مائدة العشاء بقيت مريم شاردة تفكر في شيء ما بينما نظراتها موجهة للفتاة الفاتنة التي كانت تتناول حسائها بهدوء ، لاحظتها الخالة حياة لتبتسم لها محادثة إياها : مريم يروحي كلي ما تخافي زينب مارح تهرب ماعندها وين تروح الوضع مو مطمن أصلن ..
_بعرف هاد شيء بس ما علينا بحب اتأملها زينب ناوليني الرغيف رجاء ..
بعد أن قدمت لها زينب الرغيف شعرت بيد زينب متشبثة بيدها نظرت إليها بأعين مليئة بالحب لتبتسم لها بخفة ليكملا طعامهما سويا ، في ذلك الوقت عرفت السيدة فردوس بأنهما متشبثان بيديهما فهما معتادتين على هذه العادة منذ أن كانتا صغيرتان . بقيت مريم تفكر مليا كونها أدركت بأن يوم غد يكون عيد ميلاد ملاكها الذي نور الحياة ، ارتشفت القليل من المياه لتضع الكوب على المائدة لتشرد قليلا محادثة نفسها : (بكرا بيكون يوم مميز بالنسبة لالي و لالها كمان لازم ساوي الها شغلة بتجنن لازم حاكي سيف ضروري يارب يجي يارب ما يمسكوا جدي بسبب مسخرة الانتخابات هي )..
نظرت إليها زينب لتلتفت إليها فتاتها التي قامت بالمسح عن شفاتيها فجأة تغيرت ملامح والدتها بينما حياة قررت المغادرة ابعدت كرسيها بهدوء لتتحدث : الحمد الله شبعت رح ارتاح شوي صحتين ( ذكريات عطول ترجعني لوراء بس بأي عين واجهك فيها فردوس رغم أنو قلبي لسا عم يطالب فيك )..
لم تبدي فردوس بأي ردة فعل فقط ابتسمت للفتاتين لتفتح حديثا معهما لكي لا يلاحظا شيئا ، لكن لا شيء يغفل على فتاتها الذكية كونها تلاحظ أدق التفاصيل و تعرف جيدا تعابير الوجه تقرأها ببراعة ..بينما الأجواء متوترة في ملهى هيثم الخاص كونه لم يهتم مطلقا بل بقي يستمتع بنرجسيته و يستمع من المشعوذ كلام لا يخطر على بال أي أحد ، بينما في تلك الليلة الثلجية سيف و علي يريدان القيام بأي شيء قبل أن يزداد الأمر سوءا . الأمر أشبه بحرب ضد الشر حقا تسارعت نبضات سيف بينما هو متمسك ببندقيته محادثا عليا الذي يحدق في أرجاء الباحة : ليك علي هاد من شوي يلي قتل عمو و أكل قلبوا بدون رحمة كيف تتوقع نقدر نواجهوا هلا لازم نطلب مساعدة من القس دانيال ولا من الشيخ عبد الله هدول يلي عندهم نفوذ نحنا مانقدر نواجه هيك شغلة ..
_ لازم نقتل هذاك المشعوذ الفاسد بأي طريقة كانت من غير ما يعرف هيثم بس عطول معاه للحقير إذا استمر هيك رح يساوي كارثة كبيرة مارح نقدر نوقفوا بالمرة ..
_اووف الوضع متوتر بزيادة علي لازم نفكر منيح قبل ما نتأخذ اي خطوة ما لازم نتسرع بالمرة ..في صبيحة ثلجية قرر أمجد التعاون مع رجال سيف و بأمر من الشيخ عبد الله الذي قرر وضع حد لشر هيثم ، إنه متحمس للغاية كونه اول مرة يقف نكدا لآل حسام بحد ذاتهم فهو يعرفهم حق المعرفة . بينما هو على عتبة باب بيت سيف دق بسرعة و إذا بزوجته رهف تفتح لها استغربت منه كونه هذه أول مرة تراه فيها تمالكها الفضول كونه يرتدي ثياب رسمية ليست بدوية ، اختصر الأمر ليسأل فورا عن زوجها لتجيب عليه بإستغراب : _عفوا مبين عليك مو من البلدة اصلن مين أنت بالأول مشان خبرك عن زوجي ؟..
_ لك افهمي أنا من طرف الشيخ عبد الله بتعرفيه اتوقع لهيك ممكن تخبريني عن مكان زوجك الوضع خطير كتير هيثم آل حسام رح يدمر حاله و يدمر البلدة ..
_ طيب طيب يا الله هاد الوحش كل شيء متوقع منو صراحة طب كل يلي عم اتذكروا انو راح ليلة مبارح مع علي لملهى هيثم و اتوقع هنن بالطاحونة عم يراقبوا الملهى ..
_ طيب شكرا لألك لازم روح بسرعة ...
أنت تقرأ
أنفاس الشتاء
Romanceقصة حب شتوية رغم الاختلاف المتواجد بيننا سيبقى قلبينا ينبضان لبعضهما البعض بلهفة و الشوق لن يعترض أحد طريقنا مادمنا سويا ... هاتي بيدك معي ولا تخافي أبدا فكري بي فقط إنها أنا زينب إنها أنا ... إنها العودة المميزة ..