اتسعت ابتسامتها بينما تقابل وجهها لأول مرة نبضات قلبها تتسارع و كأنها في سباق بينما أنفاسها بارزة في الهواء البارد ضائعة في ملامحها التي زادت جمالا ، لم تعرف ما تقوله للحظة لكن يبدو أن مريم اختصرت الأمر لتقوم بخطوة اتجاهها تقدمت أكثر ناحيتها لتمتزج أنفاسها الشتوية لتقوم بعدها بمعانقتها بقوة ليلعلن الثلج سقوطه .بقي سيف ينظر اليهما و يبتسم فقط ليعود إلى السيارة ليعيد بندقيته ليجلس داخلها لينتظر قدوم الفتاتين ، ابتعدت عن زينب شيئا فشيئا لتدرك بأنها عانقت لتوها فتاة في غاية الجمال لتحمر وجنتيها فجأة لتقوم بإخفاء خصلات شعرها داخل حجابها الأسود : لساتك متل ما كنتي بس شكلو تغيرتي مبينة مستغربة في شيء يعني وانت عم تتطلعي هيك فيني زينب بحس بالخجل صراحة..
_ هو لو بدك الصراحة مريم ما توقعت أنو تتذكريني بالمرة عبالي لما رحتي من البلدة رح تنسي طفولتك معها لهيك لما كنت جاية لهون ضليت مترددة رغم انو جدك طلب حضوري لحفلة ترحيبك اليوم ..
_ فهمتك زينب فهمتك حتى لو بدي انساك مارح انساك لأنك الجزء المنيح بطفولتي لكان يلا لشوف لبيتنا بعد كل هي المدة رح ندخلوا هاد القصر مع بعض شيء كتير مميز ..احمرت وجنتاي زينب فجأة لتذهب معها بينما احست بتشابك يديهما لتفتح لها باب السيارة لتدخلا سويا لينطلق سيف بعد أن القى التحية على الفتاة التي تشعر و كأنها في حلم لا تريد الاستيقاظ منه أبدا ، اشتمت للحظة مريم بأن رائحتها هو عبارة عن مسك طفولتها المفضل لتنظر إليها بعمق بينما لتشعر بشعور غريب يدفع قلبها يشعر بالجنون لعلن نبضه السريع . تمالكت نفسها لتحاول تشتيت نفسها بعدم النظر الى ملامح زينب الفاتنة لكن ماباليد حيلة لتلاحظ الأخرى هذا نظرات مريم المبعثرة عليها ، لاحظت شعور زينب بالبرد لتقوم بوضع معطفها عليها لتعارض ذلك : لك مريم جنيتي شيء رح تنصابي بالبرد بسببي هيك انا منيحة تعودت على هاد الجو أنت توك اجيتي ..
_ ياويلي منك هلا لما ننزل رح يجيبلي سيف معطفي التاني جوا الشنتى لا تشغلي بالك و ليكنا الظاهر وصلنا المرة الجاية لا تتطلعي لحالك عم تخاطري بحالك ولي ..
_(طالما رح شوفك فيني خاطر بحياتي و عادي انا شو عم احكي فوقها ماني عم صدق اني معها اوو لازم هدي حالي فجأة صار الجو حار ) طيب مارح ارجع اطلع لحالي لكان..نزلتا من السيارة سويا ليقدم سيف المعطف الأسود لمريم التي قامت بإمساك يد زينب رمقتها بنظرة لم تستطع نسيانها ابدا بعد أن تخطو اول خطوة إلى داخل ذلك القصر الفخم : مبسوطة لاني رح ادخل عليه بعد هي المدة معك أنت زينب ..
اكملت طريقها بينما سيف يلحق بهما و بيديه حقائب مريم لاحظتا أصوات حشد كبيرة داخل البيت ، فتحت الباب لتصعدا سويا الدرج الخشبي بقيت تلمح كل شبر من المكان فقد بقي مثلما كان و زاد جمالا و كأنه من العصر الفيكتوري تعرف بأن جدها يحب التفاصيل القديمة الملفتة للإنتباه . فتحت باب الصالة الكبيرة لتجد جميع الناس هناك لمحها جدها ليهرع إليها ليقوم بمعانقتها بقوة كذلك والدتها فردوس بينما تعانق ابنتها لاحظت وجود زينب معها و بينما انتهت من معانقتهما لاحظت إعادتها وضع يدها إلى يد زينب ( الظاهر بنتي مارح تفارقها بالمرة و تحدد الوضع شكلوا في شعور جواتي بقلي انو رح تجمعهم قصة حب بس هاد الوضع يلي هون مارح يسمح لهاد شيء خايفة عليكي بنتي خايفة ) ..
_ امي خير تضلي هيك شاردة يعني و ليكها معي زينب صدفة حلوة ما لقيتها وانا بطريقي لهون ..
وضع سيد عبد الله يده على رأس حفيدته ليقوم بضمها اليه ليتحدث بصوت عالي للحضور : بدي اشكركم كلكم لانكم اجيتوا مشان تشاركوني فرحتي بحفيدتي و عن قريب رح تروح لألمانيا لتدرس بأفخم جامعة هي فخر ابني سليم ..

أنت تقرأ
أنفاس الشتاء
Dragosteقصة حب شتوية رغم الاختلاف المتواجد بيننا سيبقى قلبينا ينبضان لبعضهما البعض بلهفة و الشوق لن يعترض أحد طريقنا مادمنا سويا ... هاتي بيدك معي ولا تخافي أبدا فكري بي فقط إنها أنا زينب إنها أنا ... إنها العودة المميزة ..