في تلك اللحظة فقط ارتعش بدن فردوس لم تتوقع يوما بأنها سوف تلتقي فيها بعد كل هذه السنين لكن الآن الأوان قد فات و القلب مات لكنه بدأت نبضاته في الخفقان لها ، ابعدت نظراتها لها لتتمالك نفسها بينما حياة غيرت مجرى عينيها لحسن الحظ لم يركز أحد لهما فقط انشغلوا بالحديث سويا لكن مريم غادرت بسرعة دون أن تتفوه و لو بأي كلمة ، لم تعرف فردوس كيف تتصرف لتدرك بأنها يبدو تعرف مالا يجب عليها معرفته عنها بالنسبة لها ماضي اندفن داخل قلبها . الآن هي في موقف لا يحسد عليه ، إنها الآن أمام حبها الأول الفتاة التي كانت تعشقها بجنون التي تحيا من أجلها ، لعب بهما القدر ليتلقيا مجددا في منتصف الأربعينات من عمرهما إنها الحياة كلها تعثرات . لاحظت أمجد غياب مريم ليبتسم ناحية فردوس التي بادلته ليتحدث معها بوجه بشوش : خير خالة فردوس ليش راحت بهي السرعة مريم لما جاي عبالي اتعرف عليها بشكل أوضح راحت هربت ..
_ امجد ابني بتعرف البنات بيخجلوا هيك طبعها للبنت يلا لشوف جربوا الحلويات يلي حضرتها بتمنى تعجبكم ..
قامت بوضع الحلى الذي حضرته للجميع ليصل دور حياة اقتربت لتضع الحلوى على صحنها لتتحدث معها بهدوء : رجاء ممكن تدليني على الحمام بعد آذنك بس ..
ابتسمت بإختصار لها فردوس لتطلب منها اللحاق بها بينما هي ورائها في ذلك الوقت مريم تنزل الدرج بغضب و برود لتسمع حديثهما : _ مين رح يصدق أنو التقينا بعد كل هي السنين لساتك متل ما أنت فردوس ملامحك تفاصيلك كبرت بس ما تغيرت..
التفت لها فردوس فورا لم تلاحظ ابنتها التي واقفة على درج نظرت ناحية حياة بنظرات ألم لترد عليها : بالنسبة لالي تغيرت كتيرر من لما شفتك اخترتي غيري بكل بساطة و أنتِ راضية و مبسوطة وقتها متت الف مرة أنت رجعتي لألو وأنا مافكرتي بالمرة بخصوصي بحب خبرك أنو تغيرت ماني فردوس القديمة لهيك رجاء فكري بس بالحاضر هلا أنتِ ضيفة عندي تفضلي معي رجاء ...
سقطت دموع حياة فجأة لتقترب من فردوس التي تنهدت بحصرة و ألم : كنت مجبورة فردوس مجبورة بعد كل هي السنين ما توقعت بالمرة أرجع التقي فيكِ رغم كل هاد بتضلي حبي الاول و الاخير ..حاولت مريم الفرار ليراها أمجد من بعيد لتلتف لتلاحظ بأن والدتها و حياة غادروا حاولت تجنبه لكنه لحق بها ابتسم لها بعفوية ليتحدث معها بنظرات كلها تشع إعجابا بها : تركت الكل يحكي و اجيت كرمال اتعرف عليكِ أكتر من لما شفتكِ بالجسر وقف الزمن بالنسبة لالي احم قلت اتشجع و احكي معك على إنفراد ..
بقيت شاردة تفكر في العديد من الامور تتحدث مع نفسها بينما أمجد يتمتع بالنظر إلى جمالها النادر ( صار هيك انلعب عليكِ ست فردوس و مابدك يتكرر نفس شيء معي مابدي عيش كل حياتي بندم ليش لعاقب حالي رح ساوي اي شيء مشان احصل عليكِ زينب أنا بكون مريم ماني حدا ضعيف و يتستلم بهي سهولة لهيك لازم اتحرك )..
أنت تقرأ
أنفاس الشتاء
Romanceقصة حب شتوية رغم الاختلاف المتواجد بيننا سيبقى قلبينا ينبضان لبعضهما البعض بلهفة و الشوق لن يعترض أحد طريقنا مادمنا سويا ... هاتي بيدك معي ولا تخافي أبدا فكري بي فقط إنها أنا زينب إنها أنا ... إنها العودة المميزة ..