8

444 29 19
                                    


لقد حققت إنجازاً بشجاري مع شخصين في مدة قصيرة ، انا لست مخطئة ! ربما قسوت قليلاً على كارين لكن والدتي هي المخطئة لا انا ، لن اعتذر إطلاقاً .

أغلقت كتابي بعنف و أمسكت هاتفي ، لا رسائل كالعادة ، اشعر بالوحدة ، إعتدت على هذا الشعور منذ زمن لكن هذه المرة جعلني منزعجة .

تجاهلت جميع أفكاري و قفزت نحو سريري ، سأتغيب عن المدرسة غداً لا محالة ، لا مزاج لي للتعامل مع حفنة من المجانين .

ربما لو بقيت هكذا حتى ساعات لن أستطيع النوم ، الفضول يأكلني ، جميع إستنتاجاتي توحي انها مجرد مزحة من إحدى الطلبة ، لكن ردة فعل كارين و اخاها المجنون تخيفني .

أريد حقاً سؤاله حول ما حدث اليوم ، ربما يعرف الفاعل لكنه لا يريد إخباري لا أنا ولا كارين بهويته ، أكره سريته التامة .

لقد حسمت أمري ، سأحادثه ، ليس و كأنني أريد التحدث إليه ! فضولي من يريد هذا ، دخلت على محادثي معه بأيدٍ مرتجفة ، لا اتوقع منه جواب صريح .

" أخبرني بالحقيقة ، لن تموت إذ فعلت "

لا اتوقع منه إجابة في مثل هذا الوقت ، إنها الرابعة فجراً ، ذكرت سابقاً أنني لم أستطع النوم ! وهذا سبب يدفعني لعدم الذهاب غداً ، انا متعبة .

.
.
.
.

" لن أموت انا ، بل أنتِ "

أيمزح هذا الصغير معي ! ربما أتوهم بسبب نومي لثلاث ساعات فقط ! اغمضت عيناي و أعدت فتحهما كي اركز ، لقد قرأت بشكل صحيح ، انا لا أتوهم .

أعني لم يعقد الأمور ! ليس و كأن مجرد مزحة من الطلاب ستكون خطرة لتدفعني نحو الموت ، اريد سؤال كارين لكنني أيضاً لا اظن أنها ستجاوبني بصراحة .

إنها السابعة صباحاً ، تبقت عشرة دقائق على بداية الحصة الأولى ، انا أشفق عليهم حقاً ! إستقمت من سريري بكسل أنظر لشعري الفوضوي ، لم لا أذهب لقصه اليوم ؟ إنه توقيت ممتاز .

سرحت شعري جيداً هذه المرة ، أريد توديعه بشكل جيد ، إرتديت ملابس عادية بسبب مزاجي السيئ
ونزلت ، لا احد غيري هنا .

تناولت فطوري بسرعة و خرجت ، لا يزال الوقت باكراً لفتح صالونات التجميل لكن لا بأس بالتسكع قليلاً ، أغلقت الباب خلفي و اخذت أتجول في أرجاء المدينة ، إنها مكان لطيف ، لكنه يحتاج للتنظيف ! رأيت حفاظة على الطريق منذ قليل .

مدينتي جميلة ، لكنك ستحبها إذ كنت غنياً فقط ، لكنني أكرهها ، سأسافر بمجرد إنتهائي من المدرسة الثانوية حتماً وهذا إذ لم أمت قبل ذلك .

كنت على وشك دخول الصالون إلا ان سماعي لصوت صراخ ورائي جعلني اتصنم قليلاً ، أليس هذا صوت كارين ؟

إلتفت بسرعة و رايتها تقف على الجانب الآخر من الطريق ، من الواضح أنها قد ركضت كثيراً ، هل تغيبت هي ايضاً ؟ تقدمت ناحيتي بخطواتٍ مسرعة ليس و كأننا تشاجرنا البارحة .

𝐍𝐄𝐃𝐈𝐒 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن