23

371 21 6
                                    


كان صراخي هو كل ما يسمع في تلك السيارة المغلقة ، حتى النوافذ لم أملك وقتاً لفتحها ، كنت فقط أود إزعاج الجميع حتى ولو فقدت صوتي ، لن أمانع إطلاقاً .

" ما شأني لست من إختطفك ! "

صرخ ديلان بقلة صبر ، صحيح ، ديلان أيضاً هنا ، كيف حصل ذلك ؟ زل لسان كارين و تم سحبه برفقة العجوز الذي إختطفني .

حاول الرجل الغريب إقناعي بأنه لم يختطفني ، اخبرني بأني سأخرج بحرية ، سأذهب للمدرسة بصورة طبيعية ، لكنني لم أصدق أياً من هذا ، أي مختطف سيفعل شيئاً كهذا ؟

المشكلة و المصيبة الكبرة ليست هنا ، كارين و إيثان في السيارة ايضاً ، يعرفان هذا الرجل ، إيث لم يتفاجأ لأنه متورط في هذا كونه هو من سحبني خارجاً عن شجار الرجل هذا مع ڤانيسا ، كاد الأمر يصل للقتل .

كارين مسكينة ، تجلس في المنتصف بيني و بين ديلان ، حالتها مزرية ، كأنها رأت حبيبها الوفي يخونها أمام عيناها ، فقط شاردة منذ دخولها السيارة .

" إهدئي ! "

" إخرس أيها الخائن ! "

تأكدت من الإقتراب منه كي يستمع لصراخي الشديد ، ربما يفقد حاسة السمع ، تمنيت حصول هذا ، لن يستطيع سماع صوتي الرائع مرة أخرى .

" لن أقتلك فقط إجلسي ! لم نملك مؤخراتك إذاً ؟! "

هذا العجوز يجيد المزاح ، لكنني لم اضحك ، لأنني لست بمزاج جيد .

" أنظرو من يتحدث ، عجوز سيصيبه الخرف بعد بضع سنوات ! "

ربما كلامي أثر عليه ، أو أن صراخي جعل رأسه ينفجر ، لأنه أوقف السيارة مباشرةً .

حينها توقفت عن سلسلة صراخي اللانهائية ، كان ينظر لإيثان و ديلان بشرود قبل أن يسأل سؤالاً جعلني في دوامة من الصدمات .

" أنتما ، هل أنا عجوز ؟ "

نظر كل من ديلان و إيثان لبعضها قبل أن يجيب كل منها إجابة مختلفة .

" أجل "

" لا "

لا داعي للتفكير في من قال نعم ، إنه إيث بلا شك .

لا اعرف ما الذي كنت افكر فيه ، لكنني و قبل أن يعيد تشغيل سيارته فتحت النافذة على وسعها ، اعرف انه سيتم الإمساك بي .

أخرجت جسدي من خلالها ، لأول مرة أشعر بالسعادة لخفة جسدي .

" أستيلا تحولت إلى سبايدرمان ! "

" أنا فتاة يا غبي ! "

صرخت موجهة كلامي لديلان المصدوم ، كنت مستلقية على الأرض غير آبهة لقذارتها ، سأستحم على كل حال ، دماء إيثان لا تزال على ملابسي .

تمت إعادتي للداخل حتى قبل تفكيري بالركض ، ستكون معجزة إذ إستطعت الهروب أساساً .

" أنا في الثامنة و الثلاثين ، لست عجوزاً "

𝐍𝐄𝐃𝐈𝐒 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن