27

303 15 9
                                    


كانت تقف محاولةً إخفاء إرتعاشها الشديد ، بالكاد تستطيع الوقوف على قدماها ، لا تصدق أياً من هذا ، لا تصدق بأنها قد وجدت شيئاً و أخيراً .

لكنه سبقها ، رأته يريح ظهره على إحدى جدران تلك الغرفة المهترئة ، تحيطه الأوراق من كل مكان ، إبتسامته ، كان نادر الإبتسام ، لكنه الآن يبستم بسعادة و ينظر لها بعينان لامعة .

وجهت مصباحها لكل بقعة في الغرفة ، بدت صغيرة ، صغيرة جداً ، كأنها وسط اربع غرفٍ آخذةً منهم بعض المساحة .

و بجانبها قد إستقرت جثة كارين ، لقد وصلت لتوها ! لا تعرف كيف وصلت أو حتى كيف إستطاعوا إيجاد هذا .

" يا إلهي ! "

صرخت كارين بذعر عندما وجهت مصباحها لتلك اللوحة ، كانت لوحةً قديمة ، قديمةً جداً ! رسمت بأناملٍ سعيدة ، لكن حزينة ، حزينة لأنها تعرف بذبلانها القريب ، موتها القريب .

رأت ذلك المخلوق الغريب في الغابة لكن هذا ! لقد كان مخيفاً و مظلماً ، كان يقف أمام كهفٍ كبير و ينظر للسماء المعتمة ، أذرع نحيلة وشاهقة الطول إلتصق بها بعد الديدان بكثرة ، لم تستطع وصف ما رأته ، بدى كالكابوس لها .

" حسناً سأحاول تجاهل أمر اللوحة لكن ما شأن هذه الأوراق في بحثنا المتعب هذا ؟ "

كانت كارين الشخص الوحيد الذي يعترض على هذا ، أو بالأحرى عجزها عن الفهم جعلها متوترة .

" سأنقل اللوحة للسيارة ، من بين جميع هذه الأوراق أربعة يحملون رقماً صغيراً على أطرافهم ، بحوزني واحدة لذا إبحثوا عن الثلاثة الباقيين حتى عودتي "

كانت أوامره التي خرجت من فمه تلك مزعجة بالنسبة لها ، من يكون ليأمرها بهذا الشكل ؟

كانت ستعترض ، لكنها أغلقت فمها عندما رأت كارين تباشر في البحث ، لقد تموضع المصباح بين أسنانها .

.
.

لم أنم إطلاقاً ، لم أنم ولو لدقيقةٍ واحدة ! لم أنعم بسلامٍ ولو للحظة !

حاولت قدر المستطاع فتح عيناي لكنني و بحق متعبة ! التجول في المدرسة لساعات طويلةً و البحث عن أوراق تافهةً لوقت طويل كما أن التسلسل كان أمراً صعباً ! لم أرد مقابلة أوسكار إطلاقاً .

تلك الأوراق الأربع أمام أعيننا منذ ساعات ، نحاول ترتبيها أو حتى معرفة محتواها ، لا شيئ .

فقط تحمل الأرقام التي حفرت على الأرضية عند تسللي للمكتبة في المرة الأولى .

أود تمزيقها فحسب .

" ما رأيكما في التفكير بالأمر غداً ؟ "

لأول مرة تقول كارين شيئاً مفيداً ، لم أجبها حتى ، أسقطت رأسي على سرير إيثان و غرقت في نومي السعيد .

𝐍𝐄𝐃𝐈𝐒 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن