كانت تقف محاولةً إخفاء إرتعاشها الشديد ، بالكاد تستطيع الوقوف على قدماها ، لا تصدق أياً من هذا ، لا تصدق بأنها قد وجدت شيئاً و أخيراً .لكنه سبقها ، رأته يريح ظهره على إحدى جدران تلك الغرفة المهترئة ، تحيطه الأوراق من كل مكان ، إبتسامته ، كان نادر الإبتسام ، لكنه الآن يبستم بسعادة و ينظر لها بعينان لامعة .
وجهت مصباحها لكل بقعة في الغرفة ، بدت صغيرة ، صغيرة جداً ، كأنها وسط اربع غرفٍ آخذةً منهم بعض المساحة .
و بجانبها قد إستقرت جثة كارين ، لقد وصلت لتوها ! لا تعرف كيف وصلت أو حتى كيف إستطاعوا إيجاد هذا .
" يا إلهي ! "
صرخت كارين بذعر عندما وجهت مصباحها لتلك اللوحة ، كانت لوحةً قديمة ، قديمةً جداً ! رسمت بأناملٍ سعيدة ، لكن حزينة ، حزينة لأنها تعرف بذبلانها القريب ، موتها القريب .
رأت ذلك المخلوق الغريب في الغابة لكن هذا ! لقد كان مخيفاً و مظلماً ، كان يقف أمام كهفٍ كبير و ينظر للسماء المعتمة ، أذرع نحيلة وشاهقة الطول إلتصق بها بعد الديدان بكثرة ، لم تستطع وصف ما رأته ، بدى كالكابوس لها .
" حسناً سأحاول تجاهل أمر اللوحة لكن ما شأن هذه الأوراق في بحثنا المتعب هذا ؟ "
كانت كارين الشخص الوحيد الذي يعترض على هذا ، أو بالأحرى عجزها عن الفهم جعلها متوترة .
" سأنقل اللوحة للسيارة ، من بين جميع هذه الأوراق أربعة يحملون رقماً صغيراً على أطرافهم ، بحوزني واحدة لذا إبحثوا عن الثلاثة الباقيين حتى عودتي "
كانت أوامره التي خرجت من فمه تلك مزعجة بالنسبة لها ، من يكون ليأمرها بهذا الشكل ؟
كانت ستعترض ، لكنها أغلقت فمها عندما رأت كارين تباشر في البحث ، لقد تموضع المصباح بين أسنانها .
.
.لم أنم إطلاقاً ، لم أنم ولو لدقيقةٍ واحدة ! لم أنعم بسلامٍ ولو للحظة !
حاولت قدر المستطاع فتح عيناي لكنني و بحق متعبة ! التجول في المدرسة لساعات طويلةً و البحث عن أوراق تافهةً لوقت طويل كما أن التسلسل كان أمراً صعباً ! لم أرد مقابلة أوسكار إطلاقاً .
تلك الأوراق الأربع أمام أعيننا منذ ساعات ، نحاول ترتبيها أو حتى معرفة محتواها ، لا شيئ .
فقط تحمل الأرقام التي حفرت على الأرضية عند تسللي للمكتبة في المرة الأولى .
أود تمزيقها فحسب .
" ما رأيكما في التفكير بالأمر غداً ؟ "
لأول مرة تقول كارين شيئاً مفيداً ، لم أجبها حتى ، أسقطت رأسي على سرير إيثان و غرقت في نومي السعيد .
أنت تقرأ
𝐍𝐄𝐃𝐈𝐒
Teen Fictionماذا لو لمْ تعشْ أستيلا الحياةَ التيِ أرادتْهَا ؟ ماذا لو لم تذهبْ ستيلا لنيديسْ ؟ ماذا لو لم تلتقِي ستيل بهِ ؟ نيديسْ .. كانت لغزهُمَا . كانَ لغزاً لن يستطيعَ أحدٌ حلهُ سواهُمَا ، لقاؤهُمَا لم يكنْ صدفةَ ، بل قدرْ ، أستيلا وإيثان ، سيعيشانِ معا...