أيا حزن ابتعد عنّي ودع جرحي يُزِل همي
وإنّي بك يا حزني غير العذاب لا أجني
أيا حزن مالك منّي؟ ألا ترى الّذي بي يكفيني
<قبل 40 سنة>
واقف مع الشيوخ يُحيّي ويبتسم رغماً عنه وعن قلبه يحاول تمثيل السعادة لأجلها فاليوم هو يوم عقدها وخروجها من بيت أبيها لبيت سعد زوجها الذي تمنّى لو كان مكانه لكن بعده عن الحي الذين هم به و ظروفه اللي أجبرته يسافر يدرس من صغره وقبل تكوين نفسه جعلت من حبه مدفون بقلبه لم يعلم به أحد يبتسم مع سعد صديق الطفولة معهم الذي فاز بحبها يبتسم للجميع ببشاشة يتنهد يطلب الأذن بالخروج كان غير قادر على كبت حزنه يهرب من واقعه يهرب من حقيقته المؤلمة بأنه خسرها بسبب سفرها يركب السيارة يتوجه بيته يدخل غرفته يكسر المزهريات يردد: يا ليتني ما رحت راحت مني قلبي راحت مني حياتي. يحترق جوفه وهو يسمع الطلقات والأصوات نتيجة الزفاف يحط أيدينه على أذنه يحاول أنه ما يسمع صوت فرحها يردد تردد بعد تردد ثاني: الله يسامحك ياقلبي حبيت اللي مو لك يبكي تنزل دموع وجع من معرفته بالحقيقة يحاول يجاري الأيام ويعتمد على نفسه يكون نفسه يبعد تفكيره بها بالعمل تمر السنين ويعرف بولادتها يزورهم يمثل الفرحة عشانها لأن فرحتها ببكرها محمد كبيرة يبتسم لسعد ويقولهم قبل يمشي: الله ينبته نباتٍ حسِن يا أبو محمد وإن شاء الله تفرح فيه تبتسم له ويخرج يسخر من نفسه يخرج من الستشفى يسافر ويكمل أعماله . تمر السنين لكنه يتذكر وقت ألتقته قبل أسبوعين من مقتلها يذكر قولها: والله مو إسترخاص بحبك لأني أعرف فيه من زمان سامحني يا هاني لأني ما بادلتك لكنك أعلم بالقلب لا تعلق وش يفكه. يهز راسه يبتسم لها ويرد: ما تنلامين يا أم محمد أنا قلبي ما طاعني لكنك سعيدة بحياتك وهذي مهمة وأسمحي لي يلتفت يخرج ما علم بأنه آخر لقى بينهم كان طلب منها بمسامحتهايذكر ويتحسف بِغَضه بصره عنها ما يناظرها أبد أحترماً لكونها متزوجة يذكر كل التفاصيل بكل هالسنين ويسيل دمعه دون إرادة منه لأنه تذكرها ثقيل عليه يمسح دمعه ويقوم من مكانه يعمل كعادته لتشتيت نفسه من ذكراها.
<المزرعة>
تقوم من السرير بخمول تغتسل وتبدل وتطلع بدون ما تناظره تقعد بالصالة تتابع التلفاز تعود للنوم ويستيقظ الآخر يبحث عنها ويطلع من غرفتهم يناظرها قاعدة ساندة راسها على الكنبة مغمضة عينها ما تتحرك مما يثبت له بأنها نامت من غير إدراك منها يتوجه لها يطبطب على خدها بقوله: الحوراء قومي بتألمك رقبتك من النومة جذي. تفتح عيونها عاقدة حاجبها تبي تكمل نةمها تحط يدينها حوالين عنقه تسند راسها على صدره تزلزل قلبه بحركتها يرفع يدينه لخصرها يبادلها بحضنها تهمس له: أبي أنام. يضحك من مراوغتها يهز راسه ويحملها لسرير غرفتهم لتكمل نومها تحت تأمله ينتظرها تصحى من نفسها مبتسم بتأملها يتذكر ما قالته عن وقت أُختطفت عن إسم هاني الللي خلاه يبتسم وهو عاقد حاجبه يجري إتصاله يبدأ بقوله: الواضح بأنه قريب منه اللي خطف زوجتي قريب جداً تحرى عنه وعطني خبر يغلق الخط يقوم يعد الفطور لهم عشان تصحى وتاكل معاه وفعلاً دقائق وأستنشقت ريحة الطبخ تفتح عينها بتعقيدة تستغرب وجودها وتذكر آخر مرة وين كانت تبتسم تعض شفتها من فكرتها بأنه جابها للسرير تقوم وهي كلها تركيز على الرائحة اللذيذة اللي تخلي بطنها يغرغر أكثر منها توصل للمطبخ تشوفه يقلب البيض ومجهز شاي مع توست فيه جبن ويجهز البيض ليحطه فوقه يوجه نظره لها يبتسم يقول: يا صباح الخير، تساعديني تقصصي الخيار على ما يخلص البيض؟. تومأ له بخجل من شكله المُبعثر من شعره وثيابه الغير رسمية تنزل راسها وتبدأ مساعدته وتفتح أحاديث مختلفة معه تخليه يعشق الحديث الكثير معها ويجاوبها بكل صدرٍ رحب.
أنت تقرأ
لاح شعاع عشقها بآفاق الفضاء
Любовные романыكان الوقوف عند النافذة توتراً ولقاء الأعين ثوران قلب نابض وإحترام أب وقوع في حب وضحكة ناعمة شِعراً نتجه العشق