الفصل السابع والثلاثون

80 5 3
                                    


ياليـل خبرنـي عـن أمــر المعـانـاة

هي مـن صميـم الـذات ولا أجنبيـة

هي هاجس يسهر عيوني ولا ابات

او خفـقـة تجـمـح بقلـبـي عصـيـه


مضى أسبوعين بعد ما تركها ببيت أبوها وخبرها بأنه يحتاج يسافر لشغل وخبر أحد من العاملات تجهز أغراضها وهو ألتهى بشغله بعيد عن هاتفه مو ناسيها لكنه ما يقدر كون شغله يتطلب هالأمر وهي بسبب حملها نقدت عليه كونه خبرها وهو ماشي ما ودعها لكنها تشتاق ولا غاب الحبيب من يواسي حبيبه وهي من اشتياقها تبكي ومن حركة التوأم ببطنها تبكي وكل ما حاولت ترسل له تشوف الصح بدون الثاني تزعل أكثر لأنها كانت تبي وداع قبل آخر مرة كانت هي معاه والآن بغرفتها جالسة على طرف السرير تراقب محادثته وتننتظر كلها أمل بأن الرسائل توصله مثل كل يوم ما يخيب أملها لأنه ما خبرها بالمدة ولا حددها وحتى أبوها معاه راح بعد ساعتين من قدومها وهو خبرها فقط برسالة يرجف قلبها لمن شافت تحت إسمه "متصل الآن" والصح صار أثنين دليل على أنه متواجد وثواني وصار الصحين بلون الأزرق تعض شفتها تنتظر رده ودمعت خجل من شافته يكتب لأنها أستوعبت بأنها كاتبة "أشتقت لك" تشتت نظرها تبند هاتفها وتفلته تخجل تشوف رده مضت دقيقة و وصلتها رسالة منه خلتها تبتسم من شافت إشعاره بإسمه "روحي" تتسع أكثر من شافت رده لسلامها ويطمنها ويرسل لها "تعبت انتظر يانور عيني ولك حنيت" تحتر وجنتيها وتحمر خجل تقرأ رده على رسالة أشتياقها "والله مو كثري لكن شغلي رابطني وأنا راجع لك وأشتياقي لك والله محد يهديه غيرك أنتظريني كم يوم بس" تبتسم أكثر وبرسائله هذي كأنه يراضيها على غيابه المفاجئ وتحاول تمثل العادية وهي تعض شفتها تخفي فرحتها بردوده ما ترد لأنه خجلها مستحلها كلها تبتسم من شافت إتصاله ترد بدون ما تتكلم يلقي سلامه بصوته الرجولي يخلي خجلها يززيد وهي ترد بتقطع: عليكم السلام. يتنهد بلهفة ينطق: كيفك يا أم عِشق عسى العيال ما ألموك؟. تهز راسها بالنفي تنطق: لا شطار أحسن من أبوهم. يضحك على قولها لأنها وضحت زعلها منه ينطق قبل يقفل الخط: كم يوم وأنا جايك تم؟. ترد عليه رغم شوقها: بنام فبيت بابا. يعقد حاجبه يرد: أنام عندك مافيها مشكلة بأمان الله يا نظر عيني. تبتسم وهي تسكر الخط توقف ترتب نفسها قدام المراية بإبتسامة راضية.

<منزل هاني آل سالم>

جالس بإبتسامته المعتادة أمام بدر اللي صار معه أغلب الوقت عشان ما يحس بالوحدة ينطق: روح يبه بدر جيب لي كم شغله من السوبر ماركت راح أطرش لك اللي أحتاجه. يبتسم بدر ويطلع توصله الرسالة غير عالم بإن إرساله كان للتخفيف عنه، في بعض الأحيان الوحدة تقتل الإنسان لكن بموقف هاني الذي فقد "لوزا" حبه الأول الذي لم يأخذ مكانها أحد ولا قدر على أخذها له وحمايتها وخداع بلال اللي أعتبره أبن له هو هُزم كله بهذا الفعل تتوقف نبضاته بدمعة حزينة تسيل من عينه المغمضة دليل على إستسلامه لكل الهزائم الذي واجهها كان موته هو نهايته فتوقف قلباً عشق فتاة لم يستطع الحصول عليها وقلباً خُدع وكُسر من إبنه توقف قلب هاني للأبد يعلن وفاته لبدر الذي رجع تسقط من أيديه الأكياس يجري له قريب السرير يقيس نبضه من معصمة لكن لا إجابة للنبض منه. "ويا عاشق لوزا رايح لها بعد عذابك" كانت هذي جملة بلال الذي سمع بالخبر من شخص مجهول بالسجن يبكي بحرقة يردد جملته و آخرها ينطق "يا عاشق لوزا تركت ولدك بروحه" بلال اللي رغم كل اللي سمعه من هاشم أبوه إلا أن حبه إلى هاني كبير لكن خانته نيته وسوا فعايله والآن يبكي ندم وإشتياق لأبوه هاني اللي سامحه لكنه ما يقدر إلا أنه يترحم عليه وهو يبكي عجزت دمعته تضل بمحجره وبعد أيام من وفاته هو سمع هالخبر لهذا كان الخبر عليه أشد لأنه ما شافه بآخر أيامه يلمح هاشم اللي يمشي وهو ما يعرف بالخبر يصرخ عليه: أنت قتلته ماخذيت أملاكه يا ولد آل سالم. يصدم اللي سمع كلامه ويهرب لمكان بروحه يخلي أبنه لوحده يبكي على شخص أعتبره أب لكنه ما قدّر هالشي وآذاه ياللي حباه ينسدح بقلة حيلة يحتضن نفسه يغط بنومه من تعب البكاء.

لاح شعاع عشقها بآفاق الفضاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن