3

165 8 32
                                    

**** قبل عامين ****

بيدين مكبلتين
محاصرٌ بين مجموعة من حراس الأمن
يمر بجوار صديقيه و ومعشوقه
والذي بدوره يحدق بزمرديتين منكسرة
حزينة و خجلة
بينما الكريستاليتين السوداء ، تتجاهل تواجدها تتماماً

هان برجاء : ... جان ... جان أنظر إلي ... جان ... أنا آسف .... أنا آسف ...

" .... إبتعد ... غير مسموحٌ بالإقتراب .... "

يدفعونه العناصر بعيداً عن المتهم و الذي يحدق بالفراغ بعدم إكتراث

هان بينما يُسحب بعيداً : ...... جان ... جان ... أرجوك ... أنا آسف .... أنا آسف .... سامحني أرجوك ....

أُطلق الحكم ، و يتجه المتهم برفقة عناصر الشرطة إلى السجن  ، منزله الجديد و الذي سيدوم به فترة لن تكون قصيرةً ابداً ، مباشرة بعد صرفه من المصحة العقلية و التي مكث بها بضعة أشهرٍ بالفعل

.......................

تفتيشٌ عميق لسائر جسده ، سلب جميع ما يملك من أمور تخص العالم الخارجي ، و إعطائه بذلة مخصصة للمساجين فقط ، بنطالاً و قميصاً برقم  ، و رداءً آخر إحتياطي ، صابونة جفت لمكوثها طويلاً بهذه الحياة أكثر من عمرها ، و منشفة صغيرة خشنة ، تكاد تجرح البشرة بدل تجفيفها ، و كنهايةٍ للإجرائات الأخيرة ، يُمسك أحد المفتشين ، بذيل خصلاته المعقودة خلف ظهره ، ليقُصهم جميعاً من حافة عنقه

*** .... هررري .... خصلاتك جميلةً جداً .... إياك أن تقصهم ... أنا أحبهم كثيراً ..... ***

ليغمض عينيه بإحكام ، تزامناً مع سقوطهم أرضاً ، بعنفٍ يُدفعه من كتفه ، جاراً إياه ، دون إكتراثٍ لقيد يديه و قدميه بسلسلة توصله مع مساجين آخرين يُجرونه بذات الطريقة معه ،
يدخلون قاعةً كبيرة جداً و مليئة بالغرف الصغيرة ذات القُضبان الحديدية كأبوابٍ لها ، يُفَك قيده ، ليُدفع داخل إحدى الغُرف بالطابق العلوي بصدر القاعة ، ليبتسم بسخرية بوجهه ، مغلقاً قفصه عليه

" .... أحلاماً سعيدة يا صغير ..... "

ليغادر مُطلقاً قهقهة سخرية ، بينما الرقيق يحدق بمحيطه بصمت و هدوء ، عكس صخب قلبه و خوفه ، رُمي وحيداً بمكانٍ مجهول ، تجتمع به جميع أنواع المخاطر ، رُمي بقفص مع الوحوش المحجوزة طويلاً ،
يتقدم بهدوءٍ و حذر من الباب ، يمسك بقضبانه الحديدية ، يُقرب وجهه ، ليُحدق بالأرجاء ، جميع الخانات التي بدت هادئة ، عمت بها الفوضى مجدداً ليحدق أغلبهم بالوافد الجديد  بإبتساماتهم الصفراء الخبيثة ، يبتلع لعابه بصعوبة ، مبتعداً للخلف ، ليجلس بسريره الجديد و الذي حتماً سيكون مؤلماً جداً النوم عليه ،
بمدة ليست طويلة ، حيث لم تمر دقيقتين بعد ، يُفتح الباب مُجدداً ، ليُرمى بفتى صغير بالكاد تجاوز الثامنة عشر ، أرضاً ، يُعاود الباب الإنغلاق ، يُحدق كلاهما بالحارس الساخر ، ليوجها أبصارهما لبعضهما

أخرجني 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن