4

165 9 43
                                    

بهدوئه و صمته المعتاد ، جالساً على منضدته ، و أمامه طبقه ، الذي يُحاول جاهداً تجنب أكله ، إلا أن معدته تُعتصر بقسوة داخل بطنه ، و ضبابية عينيه تزداد سوءاً ، يحمل بالملعقة ، ليأخذ ببطئٍ أول قضمة له بهذا المكان القذر ، بصعوبة يمضغ ، ليبتلعها بتقزز ، معدته ترغب بإخراجها ، إلا أنه يُكابر ، يُكمل بهدوءٍ تناولها ، يضع بكف يديه على فمه بينما مرفقه مستندٌ على المنضدة ، و باليد الأخرى يعبث بالطعام إلى حين سقوط قضمته لداخل معدته ،
و الصغير لم يكن أفضل حالاً ، يتناول الطعام و عينيه لا تتوقفان عن الإمتلاء ، ليتقدم أحد المساجين ساخراً ، يجلس بجاورهما ، بينما يعبث بطعامه بشكلٍ مقز ، و يجلس آخر يتناول بطريقةٍ مقرفة ، يدعك الطعام بيده و يبتلعها ليمتص أصابعه واحدةً تلو الأخرى

" .... أتعلمان ما هذه ؟.... "

" .... هههه ... فضلات ضفادع ...."

ليمسك الصغير فمه بكلتا كفيه يعتصر وجهه ، بينما عينيه متسعة ، يحاول كبح تقيئه الذي وصل لحافته ، بينما الآخر إبتلع بصمتٍ و هدوء ، ليوجه سوداوتيه ناحية الرجلين

جان ببرود : .... شكراً لمعلوماتكم القيمة ...

استهزاءات الآخران جُرحت ببروده ، ليُمسك الأضخم ، ذو بشرةٍ سوداء و جسدٍ مبني جيداً ، بخصلاته ، يدفن وجهه بالطبق ، يستقيم ليضع كامل ثقله على رأسه

" .... لسانك طويلٌ جداً .... و أنفك هذا مغروراً زيادة ... لذا ... دعني أحطمه قليلاً يا صغير .... "

و بالفعل ، تمتزج دماء أنفه مع الطعام ، ليتقدم الحارس والذي كان يستمتع بالعرض من بدايته ، يُبعد الأضخم بعدم إكتراث ، ليرفع وجه الآخر و الذي بالكاد يفتح عينيه المحمرتين المكدمة إحداها ....

...............

عاد لزنزانته بعد عنايةٍ طبية مُهملة ، أنفٌ متورم ، محمرٌ و مزرق ، بكدمةٍ بنفسجية تزين زاوية حاجبه نزولاً لعينه

" .... جان إينوس .... جان إينوس ... لديك زيارة .... "

يقبض يديه بقسوة ، يستدير ناحية السجان ، ليرمقه بحدية

جان بحدية : .... إنه جان ... جان فقط ... أتفهم ... جان ...

يرفع السجّان زاوية شفته بإستهزاء ، ليُمسك بذراعه يجرّه معه

" ... هيا .... لا وقت لدي لأمراضك النفسىة ... "

و بمروره بجوار الزنازن ، تتعالى القهقهات لمسمعه

" .... اوي ... إينوس ... لديكي زيادة أيتها الأميرة ... "

جان : .......

بحدية يرمق الساخر ، و الذي يتكئ بمرفقيه على أحد القضبان المتعاكسة للسياج ، مُخرجاً يديه للخارج ، و جذعه يتكئ على ذراعيه ، مُحدقاً بسخرية عالية ، بإبتسامة مستفزة ، بينما يمضغ بعض العلكة

أخرجني 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن