أنافسٌ ثقيلة ، أطرافٌ راجفة ، يقف أمام مرءاة المغسلة ، محدقاً بذاته ، بوحشه ، تستمر أنفاسه بالتثاقل أكثر ، يرمش بتكرارية ، مبعداً البلل عن جفنيه ، لينخفض بجذعه ، يستند بيديه على المغسلة التي يكسر بياضها اللون القرمزي ، يفتح فمه لإستنشاق الهواء فأنفه محتقن بشدة ، يُعيقه عن أخذ الأكسجين ، لتنهمر بضع قطراتِ كريستاليتيه تكسر من حدة اللون قليلاً ، كما لو أنها تحاول غسل الدماء بقلتها ، ساقاه تتخدر ، لتخذله ، آخذاً من الأرضية مجلساً ، بإحدى أركان الحمام متكوراً يضم ذاته ، محاولاً تهدئة رعشاته و إنهياره ، يرمق كلتا يديه المزينة بدكنة ذاك اللون ، لينعقد وجعه أكثر مفرجاً عن ماساتٍ براقة تدفق بغزارة من كرستاليتين ليلية مُعتمة ، رغم ظلمتها إلا أنها مستنجدة ، تبحث عن المساعدة ، عن النجاة
يغطي بكلتا يديه فمه مانعاً شهقاتٍ مفطرة و قوية من الخروج ، متعبٌ و منهار ، سأم من كل شيء ، هو فقط يريد الراحة ، يريد لكل شيء ان ينتهي سريعاً ، يريد الخلاص ........................
" ... حالة السيد كريس تزداد سوءاً ... "
" ... معك حق ... منذ رحيل السيد جان و هو بهذه الحالة ... "
" ... من الجيد أن السيد أليكس بالجوار ليعتني به ... و إلا لقتلنا جميعاً ... "
" ... بوكابووو ~ ... "
" ...... "
محدقان الحراسان بالشاب أمامهم و الذي يحدق بهما بإبتسامةٍ صفراء متكلفة
جان : ... إن كنتما لا تودان إن تُقتلا ... إفتحا الباب حالا ... * بحدية * ... بكل هدوءٍ و صمت .
" ....... "
يتبادلا نظرات الذهول و التفاجوء ، أراد أحدهم إرسال إشارةً للآخرين ، ليمسك غراب بذراعه
جان : ... إن كنت لا تريد العودة لمنزل و رؤويته هادئاً و خالياً من صخب طفليك ... إفعل ما أقول ...
" ..... "
جان بحدية : ....
يميئ بهدوء ليفتحا الباب ، يخطي بدوره يرمق كلاهما بإزدراء
ليصدح صوته وصت الصالة منبهاً الجميعجان : ... من لا يريد الموت ... فليخرج حالاً ... وإلا لستُ مسؤولاً عم قتلكم ....
" ....... "
جان بتهديد : .... إشارة واحدة منكم فقط ... ستكلف حياة كلَّ فردٍ من عائلاتكم جميعاً .... دون أي إستثناء ....
النظرات المستفهة و المندهشة برؤيته بذات الوقت ، تتبادل فيما بينها ، لتسرعن الخادمات ، بترك أشغالهن و الخروج بسرعة من المكان ، يبادلوهم الحراس ، يحدقون بهن ، لينضموا لهن أيضاً بإخلاء المكان
جان بسرور : .... أحسنتم ...
ليشير بعينيه لشريكه ، و الذي بدوره إبتلع لعابه ، ليفتح قارورةً بيده ، بمادة زرقاء يسكبها بأرجاء المكان ، قطراتٌ قليلةً جداً منها كافيةً لإفتعال حريقٍ ضخم ، ليقوم برشه بجميع أركان القصر بأسره ، مُصرّاً على تدميره بأكمله ، إتجه للطابق العلوي ، حيث غرفة كريس و ما إعتاد أيضاً أن يُحجز بها ، مستمعاً بإبتسامة تعجرفٍ لحديث مساعد زوجه و الطبيب ، و الذي بدوره أماء لأليكس متجهاً خارج الغرفة ، أعين متسعة و ملامح مندهشة ، أراد العودة و إعلام الآخر ، ليمسك أفحم بكتفه ، واضعاً سبابته على شفتيه

أنت تقرأ
أخرجني 2
Fanfictionبعد ان دخل السجن الفعلي و تم تشخيصه كمختلٍ عقلي اختفى عن الوجود ، بقي هان الذي قد تغذى عليه الندم يبحث عنه طيلة السنوات ليكتشف أن معشوقه قد بدأ مشاوراً فنيّاً جديد ، حيث ما يذهب يترك بصماته الحمراء توقيعاً لتُحفه ، هل سيتمكن الطفل الباكي من إعادة...