27

101 8 18
                                    

بأرجاء الغابة يمشي بهدوءٍ و حذر ، يُحدق حوله بترقب ، بينما يديه تتدفئا داخل جيبي سترته معطياً رأسه بالقلنسوة ، و حقيبة ظهره يحملها على كتفيه ، متبعاً وجهةً مجهولة حتى هو لا يعلمها ، لكن كل ما يعلمه أن لا مكان له بذاك المكان ، و لا بأي مكان آخر أيضاً ، ربما بالسجن ، لكنه لن يقبل العودة لمكانٍ سيتم الإجرام به دون إعتراض أو حقٌ بالدفاع حتى

يمشي عبر الغابات الحضرية التي تحاوط مكان إقامتهم ، تتعالى لمسامعه عواء مرعب ، ليوسع عينيه يحدق حوله برجفة ، الشمس توشك على المغيب و المكان مخيف ، وحيدٌ و مذعور ، و العواء يُزيده ذعراً ، إلا أنه نفض رأسه ، متشنج الكتفين يُسرّعُ من خُطاه ، أملاً بالخروج من الغابة و الوصول للمدينة ، أو على الأقل الإبتعاد عن خطر المجهول ...

إتسعت عينيه بأمل ، و هو يلمح من بعيد أضواء عربةٍ ما ، ليتفائل ، مقرراً طلب توصيله ، ليُخرج امواله التي أعطته إياهم والدته بالزيارة الأخيرة ، يعدهم بهدوء

ڤولكان بخفوت : ... حسناً ... لابد أنها كافية ...

متجهاً نحوها ، ليتوقف بلمح كائنٍ غريب بجواره يخرج من جانب الغابة للطريق ، يقترب منه ، ليسقط لهول ذعره برؤية هيئته ، مخالب حادة و قوية ، و فراء كثيف ، فكٌ طويل ، و عينين تبرق بالخطر ، ذئبٌ بري ، على قوائمه الأربعة ، يقترب منه ببطئٍ  ،محدقاً بعينيه ، يزحف الصغير للوراء ليتحسس حجارةً أسفل يديه ، ليسارع برميها عليه ، ليعوي الآخر بغضب ، ينقض عليه ، بمحاولةٍ لقضم ساقه و الذي بدوره ذعر أكثر يرمي بالمزيد أكثر ، محاولاً الإستقامة و الهرب ، إلى أن توقفت السيارة جانباً ، هرول الرجل نحوهم ، يأخذ بإحدى الاغصان الغليظة من أرض ، محاولاً إخافة الحيوان و الذي سرعان ما فر بعيداً عودةً للغابة ، ليسرع الآخر نحو الشاب المذعور ، يرتجف بشهقات الخوف و الفزع

" ... أنت بخير ... ماذا تفعل هنا وحدك ... هل أنت ضائع ؟! ..."

ڤولكان بلهث ذعر : ... أنا ... لا أعلم ... لقد هاجمني ... خفت كثيراً ...

محدقاً بأثر الذئب بينما يتحدث ببعثرة كبعثرة نبضه و أنفاسه ، ليحدق بالآخر الذي قهقه بصخب

فولكان بذهول : ... تضحك !!! ...

" ... ههه أسف ... لكن ... هذا الشيء لن يهاجم ... إنه نوعاً ما أليف ... "

فولكان : ... ما الذي تقوله ... ألم تره ... إنه ذهب ... وليس كلباً ...

" ... انه ذئب براري ... و في الحقيقة ... إنهم جبناء ..."

ڤولكان : ... ماذا ؟!  ...

" ... ههه ... لابد انك اغضبته جداً حتى قرر الهجوم ، أراد الدفاع لا أكثر ... "

ڤولكان بإندهاش : ... ماذا ... دفاع ؟؟! ... هو من هاجمني أولاً ... أراد أكلي  ...

" ... هممم ! ... "

أخرجني 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن