تنهد بإرهاق ، يحدق بالواحة الخضراء أمامه ، محاطاً بزقزقات الطيور و العصافير ، لينخفض آخذاً بعض المياه من البركة بيديه ، يغسل وجهه ، ينفض خصلاته بعد بللها ، ليستقيم يعيد شعره للخلف ، يعود أدراجه للكوخ بعد ساعاتٍ عديدة من هدوء الطبيعة ، و الحال لم يكن مختلفاً مع الأصغر ، و الذي بدوره مستلقٍ كعادته ، يُغطي ذاته بالملائة الصوفية ، متكوكعاً حول نفسه يتأمل الطبيعة عبر الزجاج ، ليغفو دون إدراكٍ منه ، يغط بنومٍ مريح و مهدئ لأعصابه التي لا تنفك عن الشد و الإنهيار ...
أيقظته لمساتٌ خفيفية على وجنته و خصلاته ، فتح عينيه ، لتستقبلهم الطبيعة مدركاً مكانه و الشخص بجواره ، لذا لم يكلف ذاته عناء الإستدارة و التفقد ، أراد إكمال نومه ، ليقاطعه صوت الآخركريس بهدوء : ... أعلم أنك إستيقظت .... تعال ... فلنخرج قليلاً ....
إستقام ، يأخذ ببعض الملابس من الأريكة بجواره بعد أن حاضرهم بدخوله
كريس : ... جلبت لك بعض الملابس ... بدل ثيابك ...
جان : ....
بتجاهل يعاود إغلاق عينيه ، ليضع الآخر الثياب بالجانب الشاغر من السرير ، مقترباً من جانب صغيره ، ينحني فوقه ، مقرباً وجهه ، لطبع قبلةٍ لطيفة على وجنته ، مبتسماً بهدوء ، ليطبع أخرى على عينه المرهقتين
كريس : ... هيا بنا ... عليك إستنشاق بعض الهواء النقي ...
جان : ......
أراد التجاهل مجدداً ، لكن سحب الآخر له برفق ، و إجلاسه ، ثم وضع الثياب بيديه ، جعله يتنهد بقلة حيلة ليستقيم متجهاً للحمام لتغيرهم ...
برهةً صغيرة ، خرج بعدها بمظهره المهمل كعادته كمومياء مرهقة ، تقدم الآخر مستلطفاً ، يعيد خصلاته الفحمية للوراء ، يعدل هيئته ، و ثيابه ، ليلمس آثار أصابعه على رقة وجهه ، يعقد حاجبيه بغضبٍ من ذاته ، ليستدير آخذاً بيده ليهما بالخروج ....وصلا لمبناً كبيرٍ جداً ، واسع و مليئ بالنوافذ ، بوابتين كبيرتين و غرفتين خارجيتين منعزلة ، تحاوطهما واحة كبيرة جداً و واسعة ، تتضمن ملعبين كبيرين محاطان بسياج ، كما سور الفناء
ترجل من سيارته ، بغرور و إبتسامة تغطرس ، يتجه بهدوء لجهة الأصغر الذي يُعاند النزول أو التحديق به حتى ، يفتح الباب ، ليقف منتظراً خروجهكريس : ... انت تعرف انه بامكاني حملك ...
ليتنهد بضجرٍ و تملل بوجهه ، و يخطو خارجاً ، يرمقه بضجرٍ أكبر ، ليحدق بالمبنى ببرود
كريس : ... هيا ...
ياخذ بيده ليتجه به للداخل ، عابران الحديقة ، متجهين للبوابة الأمامية الرئيسية ، ليدخلا ، تستقبلهم ساحة كبيرة نوعاً ما تتوزع بها الأبواب الكثير المتباعدةِ قليلاً عن بعضها ، ممراتٌ و طوابق ، تلتف بالسلالم حول الساحة صعوداً للطوابق العلوية ، و الذي يعلوها تماماً تافذة سقفية تُسلط أشعة الشمس اللطيفة بمنتصفها ، لتعطي إضائةً لطيفة و منعشة للمكان ، يتجان لإحدى الغرف ، كبيرة و مليئة بالنوافذ ، مطلية باللون البنفسجي الداكن ، السقف عبارة عن كواكب للمجموعة الشمسية ، يُغلق ستائر الشبابيك ، لتعتم جاعلةً من نجوم مضيئة تبرق بالمكان بساحرية ، كويكبات بألوانٍ فسفورية مضيئة ، و الشمس مشعة ، مجسماتٍ لنيازك و أحجاراً فضائية ، مخططٌ لأبراجٍ فلكية و مسارات الكواكب يملئ الجدار بالخلف ، و الجدار المقابل يوجد لوح كبير داكن ، و لجواره طاولة داكنة ، بسلة طباشير ذات ألوان متوهجة ، ستائر النوافذ خشبية ، بإغلاقها تـظهر كل واحدة مقطعاً كتابي مهم من أساس علم الفلك ، و الجدار الذي يقابلهم و الذي يتواجد به الباب المؤدي للغرفة ، تملئه الزخرفات و الكلمات و الرسومات ، بمجرةٍ كبيرة جداً و مضيئة لمّاعة ، كما دكنة و بريق نجوم الأرضية تماماً ، تجعلك تشعر بأنك تسبح داخل الفضاء الخارجي ، بشكلٍ ساحر و مُبهر للمُحدق ، إلا أنه لا أثر للإنبهار أبداً بملامح الذي يحدق ببرود بكل ما يحوم حوله

أنت تقرأ
أخرجني 2
Fanfictionبعد ان دخل السجن الفعلي و تم تشخيصه كمختلٍ عقلي اختفى عن الوجود ، بقي هان الذي قد تغذى عليه الندم يبحث عنه طيلة السنوات ليكتشف أن معشوقه قد بدأ مشاوراً فنيّاً جديد ، حيث ما يذهب يترك بصماته الحمراء توقيعاً لتُحفه ، هل سيتمكن الطفل الباكي من إعادة...