تمر الأيام و الأشهر بسلاسة ، لا تخلو من التنمرات و الإعتدائات ، إلا أنها تمشي بأنسيابية
عائدٌ من العيادة ، يتجه لصالة الطعام ، و بطريقه يرمي إبتسامةً جانبية للسجّان الذي عبس بوجهه مكشراً بدوره متجهاً للعيادة ، ليُغيظ طبيبه ، جلس أفحم برفقة الصغير الذهبيجان بهدوء : ... كن حذراً ...
ڤولكان يميئ : ... حاضر ....
تحط يدٌ خشنة بغيظة فوق كتف الهزيل الشاحب ، ليستدير بدوره يحدق به ، يبتسم له بعجرفة ، ليكسر الاضخم إبتسامته محدقاً به بغضب ، جميع تصرفات الرقيق تُغيظه مهما كانت بسيطة ، ليمسك بخصلاته بقسوة يُنهضه مُجبراً ، يرميه بنمنتصف الصالة ، رغم ذلك إبتسامته و غروره لم يُكسر ، لينهض مجدداً ، محدقاً به ، يُخرج من جيبه سيجارةّ ، يشعلها بعود ثقاب ، يطفئه و يرميه أرضاً بجواره بإهمال ، ينفث بالدخان بغيظ و إبتسامةٍ ساخرة بالذي يكشر عن أنيابه مغتاظا ، يشاهد
جان : ... هممم ... إهدأ ... تبدو كالثور ...
أمسك بمنديلٍ أحمر ، أخذه من يد أحد المساجين الجالسين ، يفرده أمامه بنفضة ، ليلوح به بيده ، مزيداً من غضب الآخر ، الذي يُسرع نحوه بغية لكمه ، إلا أن فحمي إنخفض ، يتملص من قبضته ، ليقهقه ساخراً يلوح أكثر بيده ، مزيداً بذلك سخط الأضخم ، ليعاود الإنقضاض مجدداً ، ليستدير فحمي ، يدوره حول نفسه ، متجنبا التصادم مع الثور الهائج ، معاودا التلويح إليه كما يُلوح للحيوانات
جان بإغاظة : ... هيا ... هيا أيها الثور ...
الحراس أمام البوابة يشاهدون بصمت ، يقهقهون مستمتعين بالسيرك ، بينما إستمر الحال بهم ، إلى أن أمسك بسيجارته ينفث بعض الدخان ليقوم برميها بعيداً ، جاعلاً من اطراف الصالة تشتعل بأسرها ، النيران تعلو بشكلٍ مرعب ، تحاوطهم جميعاً ، مغلقةً أمامهم جميع المنافذ ، الإنذار مُعطل و المياه لا تتسرب ، النياران تحتد أكثر ، الجميع يحدقون بفزعٍ و ذهول حولهم ، الحراس يحاولون إيجاد أي طريق ،
بينما السجان مسرعاً و منفعلاً دخل الصالة قبل إندلاع سور النار بثانية فقط ليُحجز معهم داخلها ، يحدق بالرقيق الذي ، أخذ يُشعل سيجارةً أخرى ، يضعها بفمه ، لينخفض أخذاً بعصا حديدة من أسفل منضدته ، يُمسك بها بإحكام ، يمرر إبتسامةٍ للسجان و كمضرب البيسبول ، يدفع بها بقسوة شديدة ، واضعا بها كل ألمه و غضبه المتفاقم ، يوجهها على ركبة السجين أمامه بالاتجاه المعاكس لإغلاقها و الذي هم للسقوط أرضاً بصرخةٍ مدوية ، يمسك سيجارته قليلاً ينفث بدخانها معاوداً إلتقامها بثغره ، ليحكم قبضتيه على العصا ، يرفعها بأبعد مسافةٍ ممكنة ، و يضربها على كتف الآخر ، مُنزلا ثقلها و ثقل غضبه عليه ، أخفض الاخر جذعه ممسكا بذراعه ، مطلقاً صيحات إستغاثة ،
تجمع خمسة ، إستفاقوا من ذهولهم ، أرادوا التقدم ، ليرمي بسيجارته التي وصلت لمنتصفها ، أمامهم تماماً جاعلاً من نارٍ أكبر تفصلهما ، ليتبقا هو و الثور وحدهما داخل حلقةٍ صغيرة ، يمنع بها تدخل أي أحد ، النيران تنعكس داخل كريستاليتيه ، يركل جسد الأضخم الذي باتت ضخامته و بنائه ، أمر غير مفيدٍ بتاتاً ، ليهم للسقوط أرضاً ، يستلقي ، بينما ساقه مشوهة ، معاكسة عن إغلاقها بالإتجاه الصحيح و كتفه هابطٌ بشكلٍ ملحوظ و مورمٌ بشدة ، يقف فوقه تماماً ، كلتا قدميه على كلا الجانبين لجذعه ، محدقا بتعالٍ من الأعلى ، بالذي بالكاد يوازن وعيه

أنت تقرأ
أخرجني 2
Fanfictionبعد ان دخل السجن الفعلي و تم تشخيصه كمختلٍ عقلي اختفى عن الوجود ، بقي هان الذي قد تغذى عليه الندم يبحث عنه طيلة السنوات ليكتشف أن معشوقه قد بدأ مشاوراً فنيّاً جديد ، حيث ما يذهب يترك بصماته الحمراء توقيعاً لتُحفه ، هل سيتمكن الطفل الباكي من إعادة...