18

112 8 76
                                    

*** الماضي ***



" ... فلتنهي الامر سريعاً ... لا أريد اي إخفاق ... "

" حاضر سيدي "

تنحني باحترام لتهم للخارج بعد أن أشار لها بالإنصراف ، لكن سرعان ما عادت خطوتين بدخول أحدهم ، شاب لطيف وحيوي

" ... مساء الخير سيدتي ... "

يحي المساعدة التي بدورها تبسمت بلطفٍ تميى له مكملةً سيرها

" ... أيمكنني الدخول ؟؟! ..."

واقف بجوار الباب ، يحدق بفضولٍ مستأذن الآخر الذي يحدق بهدوء و تمعن به ، بتبسمات إستلطاف ، يشير له بيده

" ... تعال ... انت بالفعل اصبحت بالداخل ... "

" ... ههه .. آسف ... "

يتقدم للجلوس أمام المكتت ، مقابلاً الأكبر ، الذي عدل جلسته ، مركياً مرفقيه عل المنضدة و جميع حواسه متجهة للأصغر الذي بتردد سأل

" ... اهمم ... أتود الرسم قليلا ؟! ... "

" ... ههه ... بالطبع ... هيا تعال ... "

منفذا الاصغر إستقام ، يتوجه لركنٍ بذات الغرفة ، تتواجد به بعض اللوحات الفارغة و أدوات الرسم

" .... سيد ...!! ... أهم اقصد كريس ... "

أراد المبادرة بإحترام لتوقفه نظرات الآخر ، برفع أحد حاجبيه مغتاظاً ، ليستلطف الأصغر تعابيرة الجامدة رغم تحركها

" ... يوجد مهرجانّ هذا الأسبوع ... هناك معارض كثيرة ... "

كريس : .....

منصتاً بهدوءٍ تام بينما يُوزع الألوان على لوح الدمج

" ... أتسائل ماذا علي أن أرسم للمشاركة ... أرغب حقاً بذلك ... لكنني خائفٌ و متردد ... "

تلك الليليتين البراقة ، ذات الأطراف الحادة للاعلى تُشعر من يحدق بها بأنها تبتسم بساحرية دون الحاجة لرؤية تعابير شفتيه ، خصيصاً بحفرة صغيرةٍ لطيفو بمنتصف وجنته أسفل عينه اليسرة و التي تظهر كلما إشتدت إبتسامته أكثر

كريس : ... هممم ... أرسم شيئاً يمثلك أنت ... و لا تهتم لماعير الآخرين .... "

" ... شيء يمثلني ؟! .. مثل ماذا ... لا أملك أفكاراً ... "

كريس مستلطفاً : ... همم ... قطة مثلاً ... هههه ...

يراقص بالفرشاة سطح اللوح و اللأصغر يحدق بإستنكارٍ لطيف ، ليقهقه بخفوت ، يضع لونه المفضل على لوحه أمامه ، سرعان ما إنخرط كلاً منهما بالرسم ، يطلون اللوحات بالكامل ، بكامل إحترافيةٍ و إنسيابية يُحركان الفرش ، و يوزعان الألوان

كريس بينما يرسم : ... هل فكرت يوماً بما تود القيام به بالمستقبل ؟! ....

" ... بالتأكيد ... *بحماسة * ... كل يوم ... "

أخرجني 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن