36

91 7 88
                                    

الرقص و اللهو و المرح ، الجنون و النشوة ، تجتمع سوياً ، بمكانٍ واحد ، بإحدى الملاهي الرخيصة بالمنطقة ، صخب الشباب يملى المكان الضوضاء صاخبة ، تزيدها صراخ المتواجدين بسحرهم و نشواتهم ، ساحة الرقص مكتظة ، ليكمل الآخرون رقصاتهم بأماكنهم بمختلف الأركان ، بعضها تناغماً مع الموسيقى ، و أخرى تناغماً مع لحنٍ خاص ، تفتعلها نشوتهم ، كما تُفتعل بإحدى كبينات الحمام ،

ممسكا بيد إحدى ساقي الآخر ، يرفعها قليلاً معطياً مجالاً أوسع لدفعاته للتعمق ، على أقدامهما ، يسنده على جدار الكبينة ، غارزاً وجهه بعنقه يلتهم بشرته بشراهة ، بينما يده الشاغرة مشغولة بالتجول أنحاء جسده ، ألحان اناته و تأوهات الأرق بين بديه تملى الحمام بأسره ، و لكن من يكترث المكان بأسره تملئه الألحان ، بكل ركن و بكل غرفة و بكل حمام

" ... اه .. اهمم ... رجاء ... يكفي .. اه ... اي ... توقف اه ... "

إلا أن الأسمر منغمسٌ بعزف ذات الألحان

" ... آه .. س س سآتي ... هممم ... مهلاً ... "

تتسارع دفعاته أكثر ، إلى أن شهق الآخر بإختناق ، تقوس ظهره ، و عينيه للأعلى كما رأسه ، بينما سائله لطخ ثياب كلا منهما ، و مع ذلك الآخر مستمراً بتفريغ نفسه ، إلى أن إرتخت أجسادهما و تلاشت طاقتهما ، ليبتعد و الأصغر إنهار أرضاً ، يلتقط أنفاسه بصعوبة ، أعاد بنطاله و أغلق حزامه ، ليُخرج محفظته من جيبه رامياً ببضع دولاراتٍ للجالس أرضاً محاولاً تهدئة صخب رأتيه و رعشاته ، بينما يديه تلملم النقود أرضاً ، إبتسامةُ تعجرفٍ يرمق ، ليتجه للخراج ، منهياً ليلته و تسليته ، ليهم على الطرقات كالمعتاد إلى حين طلوع الشمس ، ليعود بعد ذلك لمنزلٍ قديم هجره بالفعل منذ زمن طويل ، إلى أن آلت إليه حياته ليعود لإلتماس بروده و صمته القاتل المخيف ، يرمي بنفسه على إحدى الآرائك ، يلتقط زجاجةً يرتشف آخرها ، ليرميها بعيداً ، مخرجاً جهاز تحكمٍ رث ، يشعل التلفاز المهترئ أمامه ، تعرض برامج قديمةً بالية

بشهليتين ذابلة ، يحدق بالشاشة ، مكشراً بضجر ، ليكمل التقليب بين القنوات ، هكذا إلى طلوع الشمس ، ليتنغلق عينيه بضع ساعاتٍ قبل الإستيقاظ مجدداً ، و التوجه للنادي لمضاجعة بعض الفاتنين ثم العودة للتقليب بين قنوات التلفاز إلى حين طلوع الصباح مجدداً ....

........

أعاد أخذ محفظته ، متفقداً ، ليتنهد بضجر برميها أرضاً بفراغها ، هاماً للنادي ، جالساً بالساقي يرتشف مشروباً كحولياً ثقيلاً بآخر عملاته ، ليجلس بجواره أحد الفاتنين ، يتغنج

" ... هممم ... لوكس ؟ ... أليس كذلك ... "

لوكس برود : ...

" ... ما رأيك بالذهاب لمكانٍ أكثر خصوصية ... "

لوكس : ...

يمد يديه أحداها على فخذ الأكبر ، برقة يتماشا فوق البنطال ، و الأخرى تتلمس عضل ذراعه محدقاً برغبة واضحة بشهلية الآخر الذي يحدق ببرود و غطرسة ، ليتقدم نخو بوجهه هامساً بأذن الذي أمال عنقه بخضوع نحوه أكثر

أخرجني 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن