26

68 5 6
                                    

*** .... أسفة صغيري ... انا حقاً أسفة ... لكن علي الرحيل ... لن أستطيع الإعتناء بك ... فلتكن مطيعاً و لترافق جدتك دوماً ... ***

**** ... همم بني ... تعلم أنني و والدتك إنفصلنا ... هي مستهترة و غير مكترثة لأمر أيٍّ منا ... و أنا ... صعبٌ علي الأمر ... لستُ جاهزاً لحمل مسؤولياتٍ كبيرة كهذه ... لكني سأحاول ... ****

بسخطٍ يحدق بالمرآة أمامه ، متذكراً أموراً عالقة بذهنه ، حُفرت بعقل طفلٍ صغير لم يتجاوز السادسة بعد ، ليكبر عليها ، و يتلاشى معها وجودهم بالكامل ، هو حتى لا يملك الذكريات معهم ، عدا بضع جُملٍ نُحتت بأداتٍ حادة بقلبه تُسبب نزفاً عميقاً ،  ليلمح خلفه هيئةً صغيرةً مرتبكة و متوترة  ،  يحدق به بتوتر رغبةً بالتحدث ، إلا ان التهيئ للهروب حاضر ،  يسستقيم الأسمر  بظهره ، يُدير بفكه ، ليستدير محدقاً به بطرف عينيه بصرامة

لوكس : ... ماذا تريد ...

ڤولكان : ......

لوكس : ... ليس لدي الوقت بطوله ...

ڤولكان : ... أنا فقط ... أريد أن أعلم ... لما أنت غاضبٌ مني ...

لوكس : ... و من قال أنني غاضب ...

ليُنزل زرقاوتيه لقبضة الآخر المُحكمة بقسوة ، مبتلعاً بتوتر

ڤولكان : ......

لوكس : ... أغرب عن وجهي ...

بإحباطٍ يخفض بصره ، ليتجه للخارج ، بينما الآخر زفر نفساً طويلاً محاولاً كبح براكين ثائرة بالفعل

................

بغباشٍ و ضبابية يفتح جفنيه ، لتستقبلا الأنوار ، معيداً إغلقهما بإنزعاج ، بمحاولةٍ للإعتياد على حدتها ، إلى أن إستعادت قدرتها على الرؤية جيداً ، ليدور حدقتيه بأرجاء المكان الغريب ، يتمعن بهدوء ، غرفةٌ هادئة ، جدرانٌ عسلية فاتحة ، بآثاثٍ بني أنيق ، مكتبة كبيرة تملؤها الكتب ، دار حوله ، ليجد الرجل بالأريكة المجاورة ، يقرأ كتاباً ، بينما ينتظر إنتهاء المغذي ، ليأخذ أنفاساً عميقة ، مستشعراً جفافاً فظيعاً بحنجرته التي تطقطق بالفعل ، تنبه الآخر والذي اغلق الكتاب ، متجهاً نحوه

ميخائيل : ... أنت بخير ... * بمبالغة * ... لقد أفزعتني يا رجل ...

جان : ......

ليوقف تعابير التبهيم المتصنعة المزاح ، د يحدق بجدية

ميخائيل : ... أتحتاج شيئاً ...

جان ببحة : ... هل لي ... ببعض الماء ...

ميخائيل : ... اوه ... في الحال ...

يعود بكأسٍ من الماء المنعش ليتقدم للآخر الذي أخذ بدوره محاولاً الجلوس ، يساعده بالشرب ، مسنداً رأسه باليد الشاغرة و بالأخرى يُشربه  بهدوء ، ليعيده للإستلقاء و الكوب للمنضدة

أخرجني 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن