...ڤولكان ...

66 5 50
                                    

تنتحبٌ بلطفٍ شديد تلك السيدة الكستنائية ، شهليتيها  تبرق بعطفٍ و حنانٍ كبير بأُخرى أوسع و ألطف تُحدق بها بدهشةٍ لطيفة ، لتمسك وجنتي الصغير تعتصر وجه رغبةً بأكل لطافته

" ... صغيري ... لطيفي ... ماما تحبك يا قلبي ... "

" ... غغغغ ..."

يرد لها الصغير بتبسمات لطيفة تتقلص محيطيتيه تُظهر سنين صغيرين جداً و وحيدين بفمه اللطيف ، ليصفق بيديه الصغيرينين ، يجذبهما لفمه يشهق بضحكاته لتزداد بذالك نحيب الوالدة للطافته ، ليشاركها زوجها الودود ، و الذي تسبقه تبسماته مستلطفة سعادة زوجته و لطف صغيره ، يقرص أنفه بخفة ، ليسرع الطفل الظريف بإمساك سبابته و مصها كالرضاعة

" ... صغيري جائع ... "

ينهش الصغير بأصبع والده ، ليبتسم الآخر للدغدغة اللطيفة ، ليسحب يده بسرعة ، يحدق بسبابته بأثر عضةٍ قوية ، ثم للصغير الذي يقهقه بصخب و لكافة

" ... ايها الشقي ... هذا كان مؤلماً ..."

................

" ... إنتبه على نفسك صغيري ... كن حذراً ... لا تختلط مع الغرباء ... و لا تحتك بالمؤذين ... إنتبه لنفسك حبيبي ... "

ليبتسم ذو السبعة أعوام بوجه والدته التي تعبس بلطافة غير راغبةٍ بالإفتراق عن صغيرها اللذي سيخطو أولى خطواته لأولى صفوف تعليمه ، تقف العائلة اللطيفة أمام مبنى المدرسة ، لتلوح لصغيرها الذي هم للدخول بهدوءٍ و توتر برفقة المعلمة

" ... لا تخف صغيري ... "

الخوف و التوتر مسيطر على قلبه الصغير ، يحدق بمحيطيتيه الواسعة بأرجاء الصف ، حيث أدخلته المعلمة ، لتقدمه

" ... يا صغار .... فلترحبوا بزميلكم الجدبد ... كونوا لطفاء معه ... "

تبتسم للصغير تشجعه على التعريف عن نفسه أمام جميع الأطفال الآخرين الذين صمتوا يحدقون به بهدوء ، ليزداد توتره وخجله أكثر

" ... مـ مـ مرحبا ... ا ادعى ..  ڤ ڤولـ كان ... "

" ... أهـلـاً  ڤـولـكـان ... "

يرد الجميع بصوتِ واحدٍ و قوي ليجفل الصغير لذلك ، متجهاً للإختباء خلف المعلمة المستلطفة تصرفاته ، تمسك بيده بلطف و تهم لإحدى المقاعد الفارغة

" ... لا بأس ڤولكان ... فلتجلس ... "

...............

مرت الاعوام بسلاسة ، ليصل اللطيف لعامه التاسع ، حيث بدأت حياته بالإنقلاب ، ينهي فترة الإمتحانات ،

الجميع يمعن بورقة أسئلته ، مُحاولين بجهد الإجابة عنهم جميعا ، بعضهم منهارون و يبكون و البعض الآخر يحاول التركيز ، ليتضامن ذهبي مع صديقاته بالبكاء ، يذرف دموعاً صامتة ، مستصعباً حل أي سؤالٍ و فهم حتى ما مكتوب ، يحدق بالمراقبين ، ثم بالساعة التي يصدع صوت عقاربها برأسه مزيدةً توتره أكثر ، ليستقيم ، بهلعٍ يركض نحو الخارج تاركاً ورقته و صيحات المدرسين خلفه

أخرجني 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن