21

104 6 15
                                    

تعود الأنوار للإشعال بذلك المنزل الذي شهد العتمة مدةً طويلة ، يدخلون أربعتهم بخامسهم على كُرسيٍّ متحرك ، تستوقف أفحم بضع ذكراتٍ حول المكان الذي غاب عنه لأكثر من عامَين ، متمعناً بالأرجاء ،

مجلس الصالة الذي إعتادوا السهر به و مشاهدة فيلمٍ جميل ، ليقاطعه هان عن انخراطه به كل بضع دقائق بالقبلات و الكلام الذي لا معنى له سوى التدلل و الطفولية ، و شرح لوكس لآيزك أغلب المشاهد التي لم يفهم منها شيئاً ليستكشف بكل مرةٍ أمراً جديداً بالحياة ، خصيصاً الجوانب الإجتماعة و العاطفية منها ، و معادلةً لذلك كان هو بدوره يثير إهتمام أشهب بأسبابٍ تخص المشاهد العلمية التي لا يكترث لها أصلا

المطبخ ، و الذي قطّع به أصابعه عدة مرات بمحاولةٍ لصنع طبقٍ ما لإبهارهم ، و الذي شهد الكثير من المغازلات منهم و ما أكثر من مجرد مغازلات ، ليهربو كلما يُكادون يُضبَطون من أميرةٍ صغيرة مشاكسة

أغمض عينيه يبتلع أنفاسه مدة ، ليتنهد بثقلٍٍ شديد ، مستمراً بالتمعن بالمكان ، لتُوقظه دفئ كفي أشقره ، الصغير الباكي بل الدب الباكي يُحاوط بهم كتفيه

هان : ... جاني ؟ ...

معاوداً أخذ أنفاسٍ أثقل ، يخطو للداخل متجهاً للطابق العلوي ، يتبادل كِلا من هان و لوكس نظرات القلق و التساؤل ليشير له أشهب باللحاق به ، بينما هو أخذ بالمُصاب بهدوء للراحة بغرفته ، مشيراً لأصغرهم بتتبعهم

لوكس : ... نل قسطاً من الراحة ڤولكان ...

ليميئ بهدوء متجهاً للغرفة التي سبق و جلس بها بضعة أيام ،

بينما أفحم ، و بخطواتٍ بطيئة ، يتجه ناحية غُرفةٍ مُعينة ، مضى عليها الكثير لم يخطي بها ، يضبط أنفاسه ، ببطئ يُحاوط كفه المقبض ليفتح الباب ، أخذاً خطوةً للداخل ، يحدق بأرجائها بهدوء ، يتمعن حوله بخطواتٍ متريثة ، يتلمس بضع إطاراتِ صورٍ إلتقطوها ، لوحاتٍ تشاركا لحظاتها الممتعة ، دُمىً كثيرة ، ليخطو نحو المرآة يحدق بعلبةٍ إشتراها هديةً بمولدها الأخير ، متذكراً سعادتها بإهدائها ما ترغبه و تحبه كل فتاةٍ مراهقة و ما بعد ، مجموعةً متكاملة بسيطة من المساحيق التجميلية الأنيقة


**** تشهق بفرحٍ شديد ، تُمسك بكلتا كفيها فكيها المتباعدين بدهشتها ، تُحدق بأعين براقة بكريستاليتيه التي لا تختلف بريقاً عن خاصتيها

سارة : .. حقاااا ... يا إلهي ... هل حقاً جلبتهم لي ...

جان بإغاظة : ... كلا ... جلبتهم للوكس ...

سارة : ....

ترمقه بضجر لتُعاود التبسم بوسع ، تنقض نحوه متسلقةً جذعه كقردٍ يتسلق شجرة ، مقبّلةً وجنتيه بكمياتٍ هائلةٍ من القُبل ، بينما الآخر يدّعي التقزز من قُبلاتها بمسح وجهه مستلطفاً إكثارها من تقبيله ، و كليهما السعادة تزيد مع فراشاتهما ، لتتركه متجهةً للعلبة ، تفتحها لتشهق بحماسة شديدة برؤية كمٍّ من الظلال الأنيقة ، أقلام كحل ، درجات من حمرة الشفاه ، بعض الأسايات و الكريمات ، و الكثير من الأمور الأخرى و الأدوات ، بتشكيلةٍ متنوعة بمجموعةٍ واحدة ، من إحدى العلامات التجارية الراقية التي كانت مهتمةً بها جداً ،
تُعاود التحديق به بإبتسامةٍ مُمتنة

أخرجني 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن