.... على ذكرها طلع عينيه في المراية لي معاكسة لي تعتبر الجزء الفاصل بينو وبينها في العالمين ....زفر يضيق وقعد مقابلها.....مش حاب يشوف واش راهي دير....أما فضولو خلاه يحول عينيه ليها ......
....لقاها قاعدة كيما كل نهار ترسم في لوحة بالتخبية قافلة عليها الباب ...ومشعلة ضوء خفيف بسبة الظلمة لأنو كان ليل عندها ....مجاهاش الرقاد والأرق حكمها من جديد ......لقات روحها ترسم واللون الأسود مغطي لوحتها كيما كأي لوحة سبقت الأخرى .....ترسم باش تفرغ شوية قلبها .....مع أنو ماهيش محترفة بزاف .....رمش شوية وقرب باش يشوف رسمتها لي كانت عبارة عن طفلة صغيرة حاكمة يد من السماء هابطة وهي تضحك جابدتها .......مع أنو الرسم كان مظلم وسوداوي أما إبتسامة الطفلة الصغيرة كانت بريئة و سعيدة ......
....شوية هكذا حس بيها تبكي ودموع هادوك بداو يطيحو على الرسمة بشوية .....كمش حواجبو وبعد على المراية راجع راقد على ظهرو .. مش مفهومة تفاصيل وجهو....ولا مشاعرو......هو مالف بهاد الوضعية من لي خلقت هي وتربط معاها .....دايما الحزن والهالة الكئيبة مغلفتها ....
....جيهان يا جيهان ....
.....ناضت حاطة الرسمة مخبيتها في خزانتها ورجعت تسطحت بلاك النوم يزورها شوية......سيرتو أنو خدامة غدوة بكري ....حاسة بالبرد وذاتها ترعش ...أما سبحان الله حست بدفا غريب زارها ....بشوية تقفلو جفونها ورقدت ...تحت أنظارو المراقبة همس بصوت مغرور
".....أصلا عاونتها باش ترقد وتهنيني من كاسيطتها الحزينة ونغمة بكاها لي دايما لازم نسمعها......"
....تسطح بعينيه محلولين يخمم كيفاه يمنع روحو من المصير هذا ....كلام الساحر جاه مقنع بزاف ....أما الشك مزال كاين أنو ممكن قاعد يخدع فيه كيما لخرين ....رمش بثقالة مش عارف واش يدير .....شاف مع الخيط الأحمر في يدو ولي لازم يربطو في معصمو......خيط القدر .....
....قرر أنو وقت تروح لعشية من خدمتها ....يحاول يتواصل معاها ... في الأخير هو خاسر في كل الحالات لأنو حياتو الحالية أسوء حياة يقدر يعيشها....
.....في الجيهة الأخرى للمراية مع جيهان .....عينين عسلية وشعر بني متوسط الطول، ملامح هادية و مسالمة ، مقابلة مع مرايتها تسجي في روحها رايحة للسبيطار تخدم ...لبست نظارتها الطبية وخرجت بطالون صغير ....هازة ساك كبير أسود وشعرها مفرد وراها بشكل بسيط......
هبطت لتحت وين كاينة أمها وبنت خالتها ....الجو هادي عندهم قعدت في بلاصتها بعد ما صبحت عليهم بهدوء ...تضحك مع ولد بنت خالتها لي كان في حجر ماماه ......صبت قهوة وشافت فيهم مبتسمة ......
...مها الستينية لي كانت قاعدة بهيبتها الطاغية وملامحها القاسية تطلع في بنتها وتهبط بشوية .....
"...جيهان ، البارح عديت جيهة بيتك حسيت بضوء شاعل كنتي فايقة ....؟...."
....اصفار وجهها وحاولت تتمالك روحها ، لوكان تعرف برسماتها راح تقطعهم وتحرقهم كيما دارت من قبل ....وهي محتاجة الرسم هاذ الفترة على الأقل حتى تخرج من مود الكآبة لي راهي فيه .....حمحمت ونطقت
"....لا كنت نقرأ في كتاب برك ..."
"...مممم اوكي اتجنبي السهرات مش مليحة ليك ولبشرتك وانت عارفة كونك طبيبة لازم تكوني كاملة من جميع النواحي قدام المرضى تاعك ....."
"....وي ماما متخافيش ، جيست غلطة ومتتعاودش ..."
....جاتها ضحكة من بنت خالتها سلاف
"...خالتي يهديك ربي ....الطفلة طل على الربعين ونتي مزلتي تعقبي عليها ، خليها تتنفس شوية هههههه ...."
أنت تقرأ
من أجلها
Fantasy.....يقال عن القرين بأنه ذلك التجسيد الشيطاني لكياننا ...شرير ونرجسي ويمثل أعماق رغباتنا الشريرة ...هو اناني ويريد امتلاكك بشتى الطرق وبدون ملل .....ويريدك مؤنسا له في ظلمته و غياهب أفكاره....ماذا لو كان قرينك يريد مصلحتك وتوجهيك لطريق هو الأفضل لك...