الفصل الخامس

1.1K 42 4
                                    


الفصل الخامس

الأحلام بعض من صور الخيال المنسوجة من ألوان السعادة القادمة من خبايا عقل وأوتار قلب تمناها يوما بل دائما وأبدا!

والسعادة حلم الجميع وهدفهم وكل هدف لتحققه يجب أن تدفع الثمن!

أو ربما أولا يجب أن تتأكد من كونك تمتلك الثمن!

وهي أنثى وضعها الجميع بمكانة أدنى حتى الرجل الذي لمست فيه الخلاص من دونيتها الملقاة داخلها منذ الولادة نظر لها نفس النظرة!

هي الأنثى التي لم تمتلك ثمن الحلم!

بملابسها البيتية المريحة غالية الثمن من القطن التي لم تملك القدرة للحصول عليه من قبل كانت جالسة أعلى مقعدها في شرفة شقتها الواقعة بأرقى الأحياء..

ارتسم أعلى فمها ابتسامة منتصرة تخللتها سخرية فمن العشوائيات إلى هنا!

ارتشفت العصير بتمهل مستمتعة به بكل خلاياها، الجو رائق ، السماء متباهية بشمسها الساطعة اليوم وانقشعت عنها غيوم الشتاء..

وهي هنا تتلذذ بكل رفاهية مقدمة إليها تنعم بحلمها الذي دفعت ثمنه كونها زوجة ثانية سرية.

رنين باب شقتها اجبرها أن تستقم من مكانها وخطواتها حتى وهي وحيده كانت خطوات متباهية فخورة وكلما لمس النظر منها مقتنيات شقتها اختالتها فرحة بحلم أرادته يوما وها هو الآن بين يديها!

فتحت الباب بعد أن نظرت من كاميرا توضح لها من بالخارج بينما يدها ترتفع كل لحظة تلمس خصلاتها الطويلة الناعمة بتباهي لفراغ لا يهتم بها..

-كيف حالك يا هنا؟

ملامح شقيقتها الصغرى كان يواجها بجمود تام ، تلك الملامح التي نزعت منها روعة الجو.. زهو الانتصار.. فرحة الوصول، و نشوة الحياة التي وصلت لها.. تلك الصغيرة التي لا تملك قوتها ولن تملك..

حدقت بها للحظات العين تجيب بالصمت كما اللسان فتقطعه والدتهما الصمت وصوتها قد بتر الجمود بفرحته :

-كيف حالك يا حبيبة أمك؟

اقتربت منها ، عانقتها بسطوة وكأنها تخبرها ( أنت لي، وما أنت به ملكي)! تفهمها هنا جيدا، تعرفها كما تعرف حلمها الذي جاهدت الحصول عليه.. وحاربت بل وخسرت نفسها من أجل امتلاكه.

أجابتها بفرحة زيفتها لتماثلها وكأنها تثبت لحالها قبل حاجتها للإثبات لتلك الشقيقة الصامتة أنها سعيدة:

-أمي الغالية ، اشتقت لك حبيبتي ..

دخلت والدتها الشقة التي شاهدتها مرارا ونظرتها تحوم بها بانبهار يشبه أول مرة ..

فلوحت هنا بذراعها قاصدة أن تبدي أساورها الذهبية الذي زاد عددهم عن أخر مرة فأمسكت والدتها بذراعها هامسة بانبهار:

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن