الفصل الأخير

1.1K 42 5
                                    


الفصل الأخير

ماذا لو اطمأن القلب؟

ماذا لو أهدتنا الحياة بضع مخطوطات من وصفات السعادة والعديد من اللحظات الهانئة المفعمة براحة البال؟

ماذا لو أحبنا القدر ومنحنا الرضى فنسير في دروب الحياة بابتسامة محارب أنهكته الحرب طويلا وحينما قرر أن يستسلم للهزيمة والانكسار حالفه النصر ؟

ماذا لو أن تلك النفس التي اعتادت الخزلان والسقوط عانقتها الطمأنينة وتغلغلت بأعماقها حتى أنها ما عادت تخشى الأمان بل باتت متحمسة له ولتفاصيله؟

ماذا عن نفس ما عادت ترى في الفرحة فخ بل إنها حياة تارة تمنحنا نفسها بطيبة وتارة أخرى قاسية .. موحشة وشريرة؟

ونحن مع الحياة يا عزيزتي يجب أن نسير ونحيا ، نحنى الرأس عند العاصفة ونرفعه حين السلام ..

نتماشى مع القدر ولا نعانده حتى لا نخذل مرة أخرى..

ابتسامة عانقت فمها الذي عانقه الصمت طويلا ، ملامح وجهها تلونت بالراحة ، والأمل صار مشعا منها ومن لفتاتها ..

ابتسمت لصورتها بالمرأة تصفف خصلاها بطيء شديد ، تشعر براحة غريبة بعد جلسة الأمس برفقة بناتها زهراء وألاء ..

في غرفة ألاء ليلا تسللت حتى تراها بعد أن قضى نساء المنزل ليلة سعيدة ، ليلة أنثوية بتفاصيل ليلة الحناء المعتادة قبل الزفاف..

-زهراء هنا أيضا..

هتفت بعد أن طرقت الباب وفتحته سريعا في اعتقاد منها أن ابنتها قد نامت ..

-تعال واجلسي معنا يا أمي..

هتفت زهراء النائمة بجانب شقيقتها وكلتاهما ينظرون للأعلى هائمتان في تفاصيل الهوى وتفاصيله ..

-كيف تركك سفيان ؟

جلسا الشقيقتان بعد أن تركا مساحة بينهما لأجلها فجلست بينهما ، مراقبة ملامحة ابنتها الممتعضة بتصنع .

متذكرة سفيان الذي لم يترك يد زهراء منذ وصولهما من أجل حفل الزفاف..

سفيان الذي باتت له زهراء وطن وهو لها حياة..

-لقد أخبرته أنني سأنام مع شقيقتي لأنصحها بعض النصائح قبل الزفاف..

توقفت عن الحديث متذكرة رده عليها فضكت رغما عنها متابعة بمرح :

-حينها قال لي حقا يا زين الاختيار يا زهراء ، أنت ستنصحين ألاء فلندعو لبهي بالصبر..

تابعت الضحك بعدها ولم تخبرهما عن قبلتهما السريعة المختطفة منها وهي تحاول المغادرة ...

لم تخبرهما بالحب ولكنها العلامات كفيلة بالظهور ..

-أنا لا أًصدق أن زفاف ألاء وغادة غدا ، وأنت أيضا تزوجت يا زهراء..

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن