الفصل العاشر

1.1K 44 1
                                    

الفصل العاشر

الوهم..

هو العبث ، هو فقط بعض من مشاعر الإرباك المعانق لمتاهات عقلك وثنايا قلبك فيخلق داخله الهَزْل..

لقد عاش الوهم داخله لسنوات ظن فيها أنه الحقيقة ولا وجه أخر لها..

مرت الأيام..

مرت الشهور..

وانتهت السنوات لهما ، وللحظة الأخيرة كان غارقا حتى الموت في وهم بقائها.

توهم أنها ستخضع، ستنحني، ستتنحى عن كبريائها، وسترضى بالفتات من مشاعره ومكانتها..

لقد كانت ماكرة جيدة ومتلاعبة ماهرة ، المخادعة منحته كل ما تملك ، منحته المشاعر والهوي، أهدته الكلمات ، سردت له مفردات الحياة الحلوة..

لقد أحبته بالطريقة التي خلقت داخله الوهم ، هذا العبث الذي شوشه بكونها أنثى لن تتمكن يوما ما من تجاوزه والبعد عنه ..

ولكنها بالنهاية تجاوزته كحية خبيثة ضاربة داخله الشك أنها ربما أدعت الحب يوما ما!

مر شهر وأكثر على انفصالهما ،بعد أن نسقت له مشهد لم يتخيل أن يحيا داخله أبدا..

نفث لفافة تبغه بمرارة ،لم يحب هديل ، لم تنل منه المشاعر، لكنها نالت من غروره الذي لا يراه بعينيه ..

كانت المدينة هادئة بعد منتصف الليل بينما عقله كان داخله معركة حامية ، حرب لا تهدأ ، داخله شق بالغ جسيم أصابه في تجبره !

غارق هو في من نحرت وهمه الذي توهمه واقع محقق وأمر تحققه مفروض ، وهي غارقة في تأمله من بعيد واقفة أمام باب غرفتهما بعد أن نام صغيرها ..

عيناها مظلمة ، روحها نُهشت بكراهية هديل ، كادت أن تصرخ به ، أن تثور عليه ، أن تستعمل حقها كزوجة..

ولكن من داخلها هي متيقنة أن هناك بعض الحقوق غير متاحة لها وإن أنكرت ..

وإن أوهمت نفسها بالعكس!

اقتربت منه بخطوات بطيئة ومشاعرها اليائسة تهاجمها ، راقبت يده اليمني تطفئ اللفافة متخذه الأخرى لإشعالها..

وقفت أمامه ويدها امتدت بنعومة خاطفة من بين يديه التبغ هامسة له بنعومة تخفي بين طياتها سم ودت نفثه في وجهه الأن..

-تحزنني حالتك يا حازم..

لم ينظر لها في الحال ، بعد لحظات رفع نظره لها متأملا هيئتها المرتبة بعناية بدعوة هوى صريحة ، راقبها جيدا متسائلا (أين الخطأ؟)..

لم يمنحها أي كلمة ردا على حديثها فجلست بجانبه وعبراتها تحفر وجنتها بسخاء زائف ، مكملة دورها المعهود في ضعف لا يملك حقيقتها:

-لو أنت حزين لأجلها .؟!

توقفت عن الحديث شاهقة بالبكاء فتؤثر به بطريقة ما وهي تلمس يده مسربه له استكانتها المُرضية له ، تلونت ملامحها بعدها بحيرة مما هي مقبلة على قوله..

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن