الفصل التاسع والعشرون ج1

781 36 1
                                    


الفصل التاسع والعشرون (الجزء الأول)

أخبرتك أنه يمكننا التعافي..

أخبرتك أنه بمرور الوقت ستتمكنين من التعافي ، أنك ستنسين وأنك ستتأقلمين.

أخبرتك كما قرأت وكما أخبرتني الكتب وكما أخبرنا الجميع من حولنا ..

لقد صدقوا حينما أخبرونا أنه يمكننا التعافي ، صدقوا حينما أخبرونا أننا سنتمكن من المرور من كل الخيبات ونبدأ من جديد..

صدقوا حينما رسموا لنا الطريق بسهولة ويسر وهم يمنحونا السكينة من أجل المستقبل..

صدقوا لكنهم تجاهلوا شيء هام ..

نسوا إخبارنا أن التعافي ما هو سوى غطاء لجروحنا التي تركت ندوبها داخلنا ، تركت أثرها العميق داخلنا نمر في الحياة متجاهلين وجوده برداء التعافي..

نحن لا نتعافى يا عزيزتي ، نحن نمضي بوهم النسيان لأحزاننا، ومع أول ذكرى تشبه خاصتنا تفتح الندوب ويتجدد الجرح ..

لذا لا نتعافى ..!

وها هي رسمت وجه مبتسم والعين متمردة عليه ، العين تكشف الضعف والخوف، القلق والإنهاك..

وقفت أمام المرأة تعدل من و ضع حجابها سريعا ، الفترة الماضية كانت منهكة ، لقد باتت تواجه الجميع لكنها كل ليلة تبقى مكانا مستيقظة وعينيها متأملة ملامح علي خوفا من أن يأتي هذا اليوم الذي ستتمكن أخرى من قربه فتنال حنانه دون قسد أو شرط..

-ستذهبين لفاتن اليوم يا فرح..

سألها مطوقا خصرها بحنانه المعتاد ، قبل عنقها بعد أن حررها من الحجاب..

وبينما هو باقي هائما في قربها كانت عينيها معانقة لانعكاسهما في المرأة تلك فتهمس داخلها (ليت الصورة تكتمل ببوز بطن يحوي طفلا )..

هبطت يديها لأسفل متحسسة بطنها الخاوية من الحياة فتدرك من جديد حقيقة وضعها البائس ..

-أجل سأذهب اليوم يا علي..

كانت صامتة على غير عادتها ، لكنها من الداخل كانت تحيا أشد المعاناة ..

كانت تلك الأنثى التائهة كانت كل ما هو حزين.

-لم هذا الصمت يا فرح؟

سألها وهو يعلم الإجابة ، يعلم أنها تود منه شيء ما منذ أن عرفت والدته بالحقيقة كاملة ، لكنه لا يملك القدرة على هذا الشيء !

-أنت بخير ..

لم تمنحه الإجابة فتابع هو مستعلما فودت أن تخبره ( لا ، أنا لست بخير، أنا لست على ما يرام )

لكنها فقط التفت إليه وصنعت معه ذكرى جميلة أخرى ..

-أنا بخير ما دمت معي يا علي.

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن