الفصل الحادي والثلاثون (1)
ونتساءل ما الذي يستحق أن نحارب من أجله في هذا الحياة ؟
ما هو الشيء الذي يجب أن نقيم من أجله الحروب ونخوض من أجله الصراعات ونموت فداء الحصول عليه ؟
بل نتساءل ما هو الهدف من كل هذه المعارك التي نخوضها ولا نعرف هل نحن مجبورين عليها أم أن من حولنا هم من يجبرونا عليها؟
ولكننا ربما نحارب خوفا من أن نتأخر!
أن لا نلحق بباقي القطيع الذي ما أن لاحظ اختلافنا عنه لفظنا ونبذنا وتهرب من السير معنا بنفس الصف..
والحقيقة أننا نخوض المعارك من أجل أهداف زائفة لن تمنحنا الراحة ولن تهدينا الأمل!
وهي لم تحارب تساءلت وهي تقف أمام المرآة حائرة عينيها شاردة ، ضائعة هي بين هذا وذاك ..
منذ أن انفصل عنها زوجها ببساطة شديدة بعد قصة حب لم تتوقع أن تكن نهايتها هي الانفصال لوجود بعض المشاكل بالإنجاب لديها ..
ابتسمت بسخرية وهي تتأمل انعكاسها متذكرة لحظاتها السعيدة برفقة زوجها الأول ، هذا الرجل الذي منحها أقسى الدروس في هذا الحياة التي لم تعرف منها سوى الوردي والحب..
أغمضت عينيها متحاشية تلك الذكريات التي لم تعتقد أنها قد تؤلمها يوما !
فتتساءل هي هل الذكريات السعيدة تؤلم وتنهك الروح أكثر من تلك الصور القاسية ؟
هزت رأسها ويدها ارتفعت لأعلى موضع الصدر رابته أعلاها برفق ورتابة ، موقنة بعد انفصالها أنها هي من ستمنح ذاتها الاحتواء..
افترق جفنيها ببطيء وعادت لها نظرتها القوية التي لطالما تسلحت بها ، عدلت من هيئتها، مشطت خصلاتها القصيرة نسبيا ، وهمست لنفسها بحيرة :
-لقد استطالت خصلاتي ..
داعبتها وتابعت بإصرار بعد أن التفتت نحو برواز صورتها الموضوعة أعلى المنضدة بالقرب من سريرها حيث كانت خصلاتها أطول بكثير ..
-سأتركها تليق بي الخصلات الطويلة.
التفت نحو هاتفها وأقامت اتصالها السريع بخطيبها !
ابتسمت ساخرة من تلك الكلمة ( خطيبها ) كيف لها أن تختاره وكيف لها أن تنهي حياتها بتلك الطريقة ؟
وحازم الذي ضجرت من اتصاله المتتالي بالفترة الأخيرة كان أول ما لفظه عند الإجابة على مكالمته له:
-ما هذا الذي سمعته يا نادين ؟، هل ما أسمعه بالعمل بالفترة الأخيرة حقيقي؟
لم تمنحه الرد مستمعة إليه ، هذا الرجل الذي لا يرى نفسه ولا يعرف حب سوى حب ذاته كالكثير من الرجال ..
أنت تقرأ
واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة واجتاحت ثنايا القلب ما بين خفقة و إخفاقة