الفصل الأول ..
مرحبا بك!
مرحبا حيث وقعت النساء أسفل مقصلة المجتمع الذي حَكَمه الرجال فانشطر بعضهن واستسلم الباقي.. والقليل هنا يناضل!
مرحبا حيث الأحلام المستحيلة لم تمكنّا منها بل هربت بعيدا أعلى جناح طائر محلقا في السماء هاويا الرحيل والتغريب عن وطنه.
مرحبا حيث النهايات لا تشبه البدايات !
والأحلام للأنثى كالشريك الذي تنتظره كي تحكي له تفاصيل يومها , تستأنس به بعيدا عن كل الطيور المغتربة رافضة حق البوح والحكايات.
فما استحال في الواقع تحققه ستحيك الروح حكاياته بين طيات النوم وخباياه ، يا مرحبا به في الخيال معزيا سنوات صبر وكتمان.
وأحلامها هي دائما ما كانت تحوي مرج أخضر شاسع منثور به زهور تود قطفها وترفض الروح قتلها .
انتظرت هناك في النوم فرس بلا فارس , فراودها بمتعة الركض خلفه لتلحق به أعلى التلة, فتسعي معه متخطية كل الحدود بجموح نهايته مبهمه, أحلامها كانت تنتهي وهي هائمة في المروج بابتسامة أنثى بهجتها تشع منها كلها, ولكن منذ أعوام انتهت بالفارس الذي مد يده ممسكا بلجام الفرس مانعا سعيها , حريتها , ركضها , مجبرا إياها أن تفتح عينيها هاتفا بقسوة:
-سأتزوج بأخرى..
الماضي كانت تستيقظ فيه وذراعيها يحومون حولها في سعادة كالجنيات الساحرة التي تلازم القمر ولكنها الآن لا ترى من نافذتها سوى شعاع شمس حاد برغم المطر, هي لا تشعر سوى بانعدام الدفء رغم الدفء!
هي تحيا الواقع ببساطة..
كادت أن تتأثر, عينيها أخبرتها برغبتها في السقوط في بئر ضعف محمل بالعبرات والوهن, ابتسمت رغما عنها وفجأة لذكرى غريبة لا تعرف لما تطرق باب العقل دائمًا , ذكرى تُرجع العين عن رثائها بسحر مخلوط بالعجائب !
منذ أسبوع تقريبا عندما أتى هو عند باب الجامعة من أجلها , تعجبت من اتصاله فلم تمنحه الإجابة بل مضت في محاضرتها الأخيرة وعندما أنهت كل شيء رن هاتفها مرة أخرى وإصراره في تلك اللحظة وضعها في خانة التعجب , هزت كتفيها لأعلى غير مكترثة , أجابته بنبرة هادئة وهي تخرج من باب الجامعة دون أن تلمحه العين من بعيد واقفا مترقبا , متلهفا , متفحصا لهيئتها وحركتها , بل معانقا كل ما بها وأكثر :
-كيف حالك يا كرم؟
صوتها هادئ له نغمة خاصة ولو اجتمعت مع كل النساء لميزها , نبرتها كاسمها , سالم من الخلل .. خالص من الوهن .. ناجي من السقوط وما سبق وصفه كانت سلمى الأنثى في نظرته هو..
غمغم مجليا صوته , رافعا يده ملوحًا لها بابتسامة هادئة تخفي داخلها شيء لا يفهمه هو و لا هي:
أنت تقرأ
واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة واجتاحت ثنايا القلب ما بين خفقة و إخفاقة