الفصل الرابع عشر

1.1K 40 3
                                    


الفصل الرابع عشر

السعادة..

شعور رائع تمثل في سحابة شتاء دافئة مرت بأجسادنا، في نسمة هادئة مرت متخللة خلايانا في صيف حار، في بسمة ارتسمت على ملامحنا في لحظات باكية حزينة، في لون زاهي اخترق لوحتنا القاتمة، في نجمة براقة لامعة برزت في عتمة ليالينا الطويلة..

السعادة رائعة لكنها تمر بنا لحظية .. خاطفة .. سريعة ودون ترتيب للقائها، تصدمنا بظهورها فنصاب بالثبات دون مشاعر فنحظى بمتعتها عندما تخللت أوتارنا بعد لحظاتنا الحرجة..

السعادة كل ما سبق ولنضف أعلاهم أنها وهم تحقُقه كالخيال وحدوثها يمر كالسحر في لحظات خاطفة مبهمة سريعة كبرق أضاء للحظة دون أن نلتقط له الذكرى..

وهي أرادت السعادة، تمنت أن تعانقها في كل اللحظات، مر بها العمر متذكرة هذا الوعد الذي قطعته يوما أنها لن تتراجع يوما عن أحلامها، أنها ستخطف أمانيها من بين فكي الحياة المفترسة لخيالاتنا السعيدة، هاتفة لنفسها يوما (لا أريد أن يمضي العمر بي فأنظر خلفي بعد مروره متحسرة أنني لم التقط منه ما تمنيت)

لامت روحها معانقة صورتها بثوب الزفاف برفقة حازم، صورة لم تبتسم فيها بإشراق روح مختالة فرحا من أجل هذه اللحظة بل كان هناك بسمة صنعتها بنفس جامدة..

مرت أناملها أعلى ملامحها المنكسر بها شيء لم يلحظه أحد يوما، تحررت عبراتها في صمت كلما تذكرت صور الماضي، كلما تذكرت غباءها في قصة مثالية لم يصدقها سواها!

-غبية يا هديل ، غبية !

أغمضت عينيها ملقية بصورتها بعيدا ملتفتة بنظرها نحو غرفة صغارها الثمرة التي باتت تحمل لها حياة ..

استقامت من مكانها نحو غرفتهما فوجدت ابنتها الكبيرة تتابع دروسها في تركيز، بينما صغيرها كان منهمكا في لعبة الأحجية الخاصة به..

اقتربت من ابنتها قائلة بنبرة حانية جاهدت بتر الحزن من أوصالها وهي تتخذ المقعد بجانبها مجلسا لها:

-كيف حالك يا حبيبتي ؟ وكيف هي أخبار المذاكرة معكِ؟

التفتت لها ابنتها (دنيا ) مبتسمة سريعا متحدثة بحماس :

-سأحصل على أعلى الدرجات حتى يمكنني الحصول على الهدية التي وعدني بابا بها..

تراجعت للخلف متفاجئة من هذا الوعد الذي أطلقه حازم مبتسمة باقتضاب متابعة الحديث :

-حقا، وما هي هذه الهدية يا دنيا ؟

هزت كتفيها لأعلى مانحة والدتها الإجابة بنظرة طفولية مفصحة عن وعد والدها:

-هاتف ذكي من النوع الحديث ..

وهديل الرافضة لتلك الهدايا، بل الرافضة لأن تمتلك ابنتها التي لم تكمل العاشرة بعد هاتف ذكي في هذه المرحلة !

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن