الفصل العشرون ( الجزء الثاني )
وأين نذهب عندما يتخلل مشاعرنا التيه ؟
ماذا يفعل الإنسان حينما يجد روحه عالقة في منتصف الدرب؟
يقال أن المنتصف كارثة إياك والثبات فيه، فيأتي القدر في مواجهتك بسؤال آخر ( ماذا لو كان هذا المنتصف في درب مظلم لم تألفه المشاعر ونفرته الأوتار ؟)
أين تذهب النفس عندما تشعر أنها في مسرحية فرض عليها أداء دور بها لم توده يوما؟
هذا الدور الذي خُيل إليك أنك بالالتزام به سيبتر منك حقك كإنسان في حريتك المنشودة!
ولكن يا عزيزي السؤال الأكثر ألما ويأسا هو بحثك متسائلا عن مكان تلجأ إليه حينما خذلك الشخص الأقرب إليك والساكن بك!
والألم هنا هو أن هذا الشخص هو أنت، هو نفسك تلك التي خانتك وهزمتك وتلونت وتمايلت مع أهواء شيطانك ..
وهي تلك الأنثى زهراء التي خانتها نفسها متراقصة لاهثة خلف غضبها وثورتها الخادعة..
وعندما وقفت في مواجهة هذه النفس المرهقة لذاتها فناورتها .. وهزمتها في المواجهة متخلية عنها وعن خطواتها!
نائمة أعلى سريرها في سلام، ملامحها البريئة في صمت فمها المنطلق دون حواجز..
نامت في ساعة متأخرة ككل ليلة مضت منذ مواجهتها الأخيرة مع سفيان ، هذا الرجل يربكها ومنذ متى كان هناك من هو قادر على إرباكها..؟
تقلبت في نومها بهناء وابتسامة خفيفة داعبت ثغرها من صور حلم محفوف بستائر ناعمة مرفرفة على هيئتها المبتسمة باتساع !
لم تشعر هي بالمراقب لها منذ لحظات ولم يشعر هو نفسه، هذا الواقف ثابتا في مكانه مثبتا نظراته عليها متعمقا بملامحها ..
هز رأسه بهيسترية وكأنه يخرج خلايا عقله من هذا الثبات، نادها وجسده ملتصقا بالسرير النائمة عليه مشرفا عليها بهيئته ..
-زهراء، زهراء استيقظي..
أجلى صوته ونادى عليها بنبرة عالية لم تستجب لها، همهمت بنومها في رفض استجابة لندائه ..
مد يده بلا حذر ودون تردد ووكز بشرة ذراعها العارية هاتفا:
-هيا يا زهراء حان وقت السفر ..
لحظات معدودة راقبها وهي تتمطى بنومتها بهناء تام، تلك النارية تنام كقطة وديعة بينما هو يجوب البيت ذهابا وإيابا الفترة الماضية خوفا عليها !
رفرفت بعينيها ، أغمضتهما ثم فجأة فتحتهما ببطء حتى اتسعتا تماما ذهولا وصدمة ..
ابتسم رغما عنه لملامحها المذعورة..
هبت من نومتها وجلست مكانها ويدها تمسك باللحاف فتدثر جسدها به جيدا فبدت مضحكة لعينيه !
أنت تقرأ
واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائي
Romansجميع الحقوق محفوظة للكاتبة واجتاحت ثنايا القلب ما بين خفقة و إخفاقة