الفصل الحادي والثلاثون (2)

951 41 3
                                    


الفصل الحادي والثلاثون (2)

بعض البشر يمنحونا الحياة..

البعض منهم يجاهد في معركة ما حتى يصير الألم أمل..

بعض البشر في نظراتهم حياة وفي عناقهم سكينة وبين تفاصيل الأيام الخاصة بهم يهدونا السلام..

بعضهم لا يحارب معارك لا تمسه لكنه معك يا عزيزتي سيخوض كل معاركك حتى لا يمسك انهاك لروح هي له السلوى ، ولا يرهق قلبك لأنه الغاية ، ولا تذبل ملامحك لأنه يحب تفاصيلها ويحبك...

بعض الرجال يا عزيزتي رجال والبعض الأخر ذكور !

تفاصيل منزلها الجديد من الخارج منذ أن خطت داخل حديقته ملهمة لها أن تحيا من جديد وكأنها تلك الطالبة حديثة التخرج لا تلك الأنثى المطلقة التي خاضت تجربة سابقة سيئة وحزينة انهكت بين طياتها دون أن تدري..

نظرت لفؤاد الذي جلس يلاعب صغارها برفقة أبناء زينب والصغيرة رؤية ..لمحت تردده من لقائها الوشيك بوالدته ، عينيه المتهربة خوفا من أن تمنحها والدته سلام بارد..

لكنه لم يدرك أنه كما حارب معها لها ولأجلها وكما منحها الكثير ستمنحه هي كل صبرها فقط لأجله..

لأجل الحب يا عزيزي المرأة قد تمنحك روحها خالصة دون تردد..

اقتربت منه ببطيء حتى صارت خلفه ، وضعت يدها أعلى كتفه فالتفت لها مبتسما ، أمسك بيدها وقبل باطنها فهمست بنبرة هادئة متزنة تشبه مزيج شخصيتها المعهود:

-ما رأيك لو دخلنا لنلقي السلام على والدتك يا فؤاد ؟

ترددت ملامحه خوفا مما قد تفعله والدته الذي لا يعرف بعد هل تقبلت زيجته من هديل أم لا؟

-انتظري سأتصل بزينب إنها معها بالداخل ربما تكن والدتي نائمة..

وحينما أمسك بهاتفه من أجل الاتصال أمسكت بيده ورأسها يهتز نفيا لم يود فعله ..

-لا داعي نحن الأن عائلة يا فؤاد..

حاول الاعتراض بطريقة ما ، لا حظت تردده في شرح ما يود قوله لكنها لم تمنحه الفرصة حينما ضحكت سريعا هاتفة وهي تمسك بيده:

-فؤاد أنا لم أعد صغيرة ،أعلم أنه ربما والدتك لم توافق على زيجتنا ..

نظر نحوها بصدمة ، تأملها باحثا عن طيف غضب ولو طفيف لكنه لم يجد ، شعر بالحيرة وهي أدركتها فأنهتها ممسكة بيده :

-فؤاد أنا لست هديل التي كنت تدرس لها ، لم أعد في العشرينات ..

ارتد رأسها مضيفة بسخرية وواقع :

-لقد تخطيت الثلاثين ، وأعلم أن والدتك لها أفكارها ما زلت أتذكرها جيدا..

تذكرت والدة فؤاد التي كانت تلوي فمها خفية عند رؤيتها كونها ترى ولدها أفضل رجال العالم..

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن