الفصل الخامس عشر

1.1K 40 0
                                    


الفصل الخامس عشر

البداية..

الجميع يحلم بالبدايات الجديدة، نتمنى الحصول على خطوة صواب في بداية طريقنا الجديد الذي أجبرتنا الحياة على خوضه، البداية إن صلح أساسها تمكننا من رؤية نهاية مبهجة .. مرضية.. مزهرة لأنفسنا..

البداية كالخيط الذي يستخدمه حائك الثياب من أجل صنع فستان ما، فلو كان الخيط حريريا لأبهرنا ملمسه، ولو كان خشنا رديء الجودة سهل التمزق والتفتت لنفرنا من نهاية الفستان ورفضنا النظر إليه..

وإن كانت البداية كالخيط فالحائك يا عزيزي هو أنت ..

أنت الصانع لباقي الخطوات، ربما كان الخيط سيئا ولكن يدك الماهرة بحياكة الخطوات في الطريق ربما تمنحك النهاية المرضية..! أو ربما لا

فلتدرك بالختام أن البداية بيد القدر كخيط الفستان المختار لصنعه، بينما باقي الخطوات بيدك أنت كطريقة الحياكة بيد ماهرة أو يد تفتقر للسحر!

(القدر يمنحنا خطوة البداية للطريق، وأنت من تكمل باقي الخطوات حتى النهاية فاحذر القدر مرة واحذر نفسك أنت ألف مرة!)

وحالتها هي كانت بداية خط القدر خطوتها وأرغمها على قبولها والسير منها، بدايتها كانت هي النهاية في عينيها التي لم تعتَد الرؤية جيدا لما خلف الظلال..

بدايتها في رؤيتها هي كانت كالأعاصير والرياح الهائجة قادرة على اقتلاع صخور سلامها الغير موجود بالمرة، بينما كانت البداية ربما تحمل خلفها رياح كالنسمات الربيعية تنشر شذاها المبهج في الأجواء!

صباح زفافها لا يشبه أي صباح آخر مر عليها، صباحها كان ساكنا خاليا من زقزقة العصافير التي اعتادت على سماعها، خالي من صوت شقيقتها المرح وهي تخبرها أنه حان وقت الإفطار.

هذا الصباح كان في قارة أخرى بعيدا عن وطنها وبلدتها وعائلتها..

صباحها كان ملبدا بعبراتها التي لم تذرف منها شيء بينما داخلها كانت تذرف كل شيء كان هناك معركة بكاء لا تنضب تبغى التحرر والعبور إلى الخارج، صباحها كان حاملا لها قيود جديدة ستكبلها وتقتلها من الداخل ولو أرادت الحرب لخسرت..!

عيناها شاخصة شاردة في الفراغ تعانقه بثبات ، يدها.. جسدها كل ما بها تجمد من هول ما أدركته وهي من نامت ليلا متمنية أنه كابوس.

استقامت من نومتها ببطء متأملة المكان حولها، سارت بخطواتها تجاه نافذة الغرفة المقيمة بها وبدلا من الطبيعة الخضراء التي اعتادت عليها في منزلها كانت الصورة بيضاء من الثلج المتساقط في نهاية الشتاء، ارتدت للخلف حينما لفحها صقيع البلدة التي باتت مكان إقامتها الأن، ملوحة لها أن تنسى سكن بلدتها بل أخبرتها ببساطة الواقع الذي تحيا داخله أن دفء بلدها اندثر وانتهى.

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن