الفصل الثلاثون ج١

792 40 1
                                    


الفصل الثلاثون ج١

هل نخاف من خسارة الأشياء؟

ربما نخاف بل نموت من داخلنا من خسارة شيء ما داخل القلب متخفي بعيدا عن العين..

وربما نخاف أن نخسر سعادتنا وسلامنا لو ضاع منا هذا الشيء ..

تعددت الاحتمالات ونبقى خائفين ، يمر العمر بنا دون أن نشعر به ، يمضى ويوشك على النهاية ونحن هنا خائفين..

والخوف يا عزيزتي السارق الأكبر لحياتنا لابتسامتنا ، لسلامنا وهدوئنا .

نحن يا عزيزتي خائفون من خسارة الأشياء تارة ومن تعلقنا بها تارة أخرى.. حائرون دائما وأبدا..

ويفنى العمر بنا ونحن بقطار الخوف ملتصقون..!

وهي لم خائفة بعد ، برفقته لا تعرف الخوف ، تمضى الحياة معه بابتسامة رائقة وبال خال من التعقيد..

وبرفقة من نحب ننسى الخوف ننسى القادم والماضي ونحيا الحاضر..

برفقة من نحب يهون كل شيء!

نظرت بساعة هاتفها فوجدت أنه قد تبقى ساعة على مغادرتها للمنزل برفقة زوجها سفيان..

ابتسمت مغيبة عن الواقع حولها من ذكره داخلها مقترنا بزوجها !

هذا الرجل الذي اقتحم حياتها بحب لم تتخيل الحصول عليه يوما ما !

ابتسمت وهي تتذكر رقصها معه وهو يحكي لها في ليلة ما عن حكايات الأندلس وطن والدته ، شغفه الذي عانق بريق عينيه وهو يسرد ما روته والدته له في صغره ..

حبه لتلك المدينة ورغبته في زيارتها معا ..

جلست أعلى المقعد القريب منها وغامت عينيها بتلك الذكرى القريبة التي كلما تذكرتها حتى ارتجف القلب وانتفض الجسد تأثرا..

والحب أوله خطوة والبقية حياة!

كان يراقصها ببطيء شديد وذراعيها تحوى جسدها وكأنها الكنز الذي ناله بعد مشقة بحث في الصحراء..

عانقها هاتفا بنبرة متخمة بمشاعره لها :

-كنت أخاف خسارتك يا زهراء ..

تجمدت بين أحضانه فتابع معها رقصته فالتفت عنه بجسدها ، عانقها من ظهرها ورأسه يقتنص من كتفها الراحة متابعا :

-كنت أرى نهايتي دونك ، فأفزع ألا أنالك وأنت ما أريد. خسارتك لا تهون على النفس..

توقف عن الحديث ملتقطا أنفاسه متنهدا براحة وكأنه مسافر أنهكه العطش بين دروب الصحراء وغبرته رمالها وبالنهاية وجد النهر والحياة.

التفتت نحوه و نظراتها غارقة تائهة في ملامحه ،كأنها تراه للمرة الأولى، تود الالتفات.. الهرب.. الركض بعيدا عنه وعن عينيه التي أسرتها في تلك اللحظة بلا فكاك؛ تود الرحيل بعيدا عن ذراعيه المحتويان لجسدها رغم البعد وانعدام اللمس؛ تنفست ثائرة وقلبها متعب بنبضات متسارعة لا ترحم وهمست مترقبة بتساؤل مدركة لإجابته لكنها تود الاعتراف منه مرة أخرى والقلب كما هو مترقبا منتظرا ويخشى شيئا ما ربما هو خوف من درب الحب الذي خطت فيه للمرة الأولى:

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن