الفصل الثاني عشر

898 38 1
                                    

الفصل الثاني عشر 

الصدمات..

الصدمات تأتي فجأة ، تصل إلى ملعب حياتك دون إنذار ، الصدمات لا تستأذنك قبل أن تسدد في مرماك هدف ، هذا الهدف الذي بذلت كل ما بداخلك من جهد من أجل منع تحقيقه..

الصدمات تهاجمنا دون أن نتوقع حدوثها ، تبادر بالوقوف أمامنا قبل أن نتنبأ بخطرها فنتخذ الحذر..

الصدمات أنواع..!

صدمة تُقتل نفسك داخلها، وصدمة أنت داخل حكايتها القاتل..

وفي الحالتين يا عزيزي ستنحدر روحك في وحل في أسوء كوابيسك التي لم تراودك يوما أن تقع أسفل تلك المكانة التي قد تدنسك..

وهي في مشهدها الأسود الحاضر المحاط بها بصورته المعتمة لم تملك القدرة على استيعاب ما انزلقت قدماها داخله دون أن تدري .

في حالتها كانت الصدمة خارج النوعين السابقين ، لقد كان نوع أخر حيث تقع أنت أسفل خانة الفريسة والضحية ورغم ذلك أنت هناك أسفل خانة الجاني !

اتسعت نظراتها وهي تراقب خطواته المتقدمة منها في ثبات ،وكلما تقدم منها ابتعدت هي أكثر ولكن أي أكثر ، نظرت حولها فضربها الإدراك أنها في غرفتها الصغيرة بمنزل والدها بعيدا عن عائلتها، هي هنا وحيدة خاوية اليدين لا أحد معها فتناديه .. تستنجد به.. تطلب منه بصوت عالي المساعدة..

هي هنا مع سليمان التي ثبتت نظراته أعلاها دون أن يرف له جفن داخل غرفتها الصغيرة المحدودة المساحة ، هي هنا على الحافة وبقى خطوات ربما حتى تصيبها لوثة الجحيم !

-ابتعد عني يا سليمان ..

أمرته بنبرة جاهدت لثباتها ، إصراره ، نظراته التي ظهرت لها معتقة بالجنون ، هيئته الثابتة باتجاهها أخبرتها أنها أمام إنسان فقد تعقله وصوابه!

وأمرها الذي خرج منها وصل له وكأنه سب موجه له منها ، وهل نال منها من قبل سوى الكلام الذي كان يخرج منها كحد سيف تجاه روحه فاتحا كل أحزانه التي لا يريد رؤيتها..

-لن تملكي القدرة على الهرب الليلة يا زهراء..

اخبرها بعد أن توقف مكانه دون حركة متيحا لعينيه تأملها أكثر، (يحبها ) أجل هو يحبها اعترف داخله مراقبا خوفها الذي أخفته بقناع ثباتها الواهي ، داخله كان هناك حرب .. صراع بين حزنه منها.. وجع قلبه منها.. تعب روحه منها.. وبين حبه لها وأمنيته التي رافقته منذ أن لمحها للمرة الأولى أن يسمع منها ولو كلمة واحدة نهايتها حب ولو أخرى..

لقد تمنى فقط منها نظرة واحدة خالية من الازدراء و التهكم الذي لاحقه منها كلما وقعت عيناها عليه..

-هل تعلمين شيئا يا زهراء؟

خرج السؤال منه في همس باهت ، مسترجعا داخله كل كلمة مؤلمة منها ،كل نظرة قاتلة منها، كل بسمة سخرية كانت له منها، كاد أن يبكي على حاله وما وصلت حالته إليه..

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن