الفصل الثاني عشر(الجزء الثاني )

961 32 1
                                    


الفصل الثاني عشر(الجزء الثاني )

القلب والعقل..

بين القلب والعقل صراع مؤرق لمزاجيتنا، مشتت لسلام أرواحنا، باترا كل سبل راحتنا بكل قوة..

الصراع بينهما صراع أزلي، من لم يقف يوما على عتبات المفترق بينهما، ينظر حوله حائرا كيف يمكنه الخروج من هذه الحرب دون خسائر، كيف ينتصر راضيا كل من قلبه وعقله؟، كيف يرضي مشاعره ويعزز أفكاره وتعقله..

الجميع وقف يا عزيزي، الجميع خاض هذا الصراع ..

فهناك أمرأه أرادت شطيرة لحم دسمة بمشاعرها التائقة لتذوقها والاستمتاع بها، بينما هناك العقل الذي حذرها وعارضها أنها في حمية غذائية ..

فتقف بينهما حائرة وحزينة فإن انصاعت لمشاعرها لفرحت في وقتها ولو انتصرت لعقلها لحزنت في وقتها..!

ولكن بعد مرور الوقت ستعلم الصواب، ولكن منذ متى كانت الحياة منصفة حتى تضع أمامك الصواب ..

لعبة القدر معنا معروفة، لعبته المناورة والتلاعب ..

الصراع بين القلب والعقل يلزم منك قوة، يلزم منك قناعة، يلزم منك حكمة!

منذ لقائه بها منذ أيام وهو غارق في صراع سرق منه الراحة، سرب له الأرق، زعزع نفسه وهو من لم يختبر تلك المشاعر من قبل..

-أنا لا يمكنني الإنجاب..

لازالت تلك الجملة تتردد داخل عقله دون انقطاع، رافقته وهو يعمل .. يأكل.. يقود سيارته .. وهو جالس بين عائلته.

مستريح بجسده على سريره، منهكا بروحه معها هي، مشاعره لفرح لم تنقص باعترافها، لقد زاد داخله تمسكه بها، قلبه مخطوط داخله اسمها بطريقة لم يتوقعها...

تذكر تهرب نظراتها بعيدا عنه وهي تمنحه الاعتراف، ملامحها الحزينة رافقت لمحة رضا أثارت إعجابه، هذه اللينة، اللطيفة .. المسالمة كيف يترك الزواج منها؟

-لمَ لا تنجبي؟

قالها بعد لحظات صمت من الصدمة، وهي لم تمنحه الإجابة في لحظتها فأكمل هو بلهجة قلقة أثارت داخل قلبها دفء غريب:

-لا تقلقي يمكننا إيجاد طريقة لعلاجك بالتأكيد؟ لقد تطور الطب..

رفعت رأسها له وللمرة الأولى يطرح أحدهم تلك المناقشة معها بعد إخبارها له بعلتها ونقصها، كادت أن تدمع عينيها وعلمت في تلك اللحظة أنه لو رفضها ستتأثر تلك المرة بطريقة مختلفة..

-لا سبيل لعلاجي، أنا بلا رحم ..

راقب حرجها، أدرك الضغط الممارس على نفسيتها لتعترف له بما بها..

وما أثار وجعه لأجلها أكثر رأسها المنحني وهي تكمل ما لم يتوقعه بالمرة :

-لو تزوجنا، أنا لن أعارض زواجك بأخرى حتى تحظى بأطفال..

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن