الفصل الثامن عشر

1K 45 3
                                    


الفصل الثامن عشر

السعادة قرار..

والغضب قرار، الحزن قرار، الأمل .. اليأس .. الكره والبغض كل المشاعر يا عزيزتي صدقا قرار..

بيدك أنتِ قرار سعادتك وبيدك أنتِ صك حزنك الأبدي وبين يديك وخلايا قلبك الهائم دون خارطة طريق في هذه الحياة القاسية نور مبهم يناديك من أعلى الجبال، يشير لكِ بملامح غامضة من خلف الضباب، وبيدك القرار إما أن تغامري وتتسلقي الجبال راكضة بجسدك فتشقي الضباب وتتمسكي بالنور، وإما ابقى مكانك تائهة!

سيخبرونك أن الشخص المناسب يا عزيزتي لا يرحل أبدا!

الشخص المناسب يلقيه القدر بطريقنا بل ويثبته كشجرة عتيقة غرست جذورها بأرض كالوطن دون جهد منا ، ولكن لو لفظتها الأرض سيقتلعها القدر ويرحل لأرض أخرى تشق الضباب وتتسلق الجبال وتغامر من أجلها!

سأخبرك أنا أن الشخص المناسب سيرحل يوما حينما تعاملينه كثابت بقلب خائف ونفس مترددة حائرة من خوض المعركة مع الحياة من أجله..

في طريق خروجها من الجامعة بعد يوم دراسي طويل رافقتها صديقتها هادية في صمت حتى التفتت لها هديل متسائلة باهتمام لم تخفِه وكأنها بدأت خوض المعركة واقتناص حق حياتها منها :

-هل تعرفين سبب غياب فؤاد يا هادية ؟

ابتسمت صديقتها في سيرها بجانبها دون أن تنطق بشيء للحظات وذكره دون ألقاب كما اعتادت هديل أخبرها أن هناك روح انتفضت وقررت المواجهة!

التفتت لها فجأة هاتفة بتساؤل خرج بنبرة مشاكسة:

-ولم لا تتصلين به وتطمئنين عليه؟

رفعت هديل حاجبها لأعلى ويدها تزيح جسد صديقتها من أمامها ويدها ارتفعت لأعلى في حركة توتر تعدل من حجابها متحدثة وهي تسير بعيدا عنها:

-ولم أتصل به مثلا ؟ ما شأني به ؟ إنه خطأي لأنني سألتك؟

بعد إجابتها المتقطعة ضحكت الأخرى دون توقف من توتر صديقتها وكأنها المراهقة المتهربة من سؤال أبجديات الحب لمن تحب وتريد!

هو الحب وحده من يربكنا ويوترنا ولو أنكرناه للأبد!

-ولم لا تسألي ألم يتقدم لكِ ؟، وأنتِ تفكرين بالأمر ؟ وربما قريبا تتم خطبتكما ؟

وقفت أمامها هادية مرة أخرى مطلقة أسئلتها متلاعبة بالمعاني والحديث، راقبت ملامحها المتلونة بخجل غريب عليها، فاجتاحتها سعادة لصديقتها التي استحقت حياة كالحياة!

(وما أصعب حلم مفرداته أن ننال حياة مجرد حياة)

وهديل المترددة .. المتخبطة .. الحائرة بين هذا الحب وذاك الواقع كانت تتعافى من هذا الشعور البائس أن لا أحد من الأقرب إليها فهمها واستوعبها..

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن