الفصل التاسع والعشرون ج2

974 44 1
                                    


الفصل التاسع والعشرون الجزء الثاني

ونبكي رغما عنا.

نهيم بين الدروب باحثين عن قبس نجاة لهذا الحديث المتراكم داخلنا، هذا الصراع المميت بين خلايانا ..

هذا الكتمان المهلك لأرواحنا..

لكننا نيأس ونسقط وسط الطريق ولا حل لنا سوى البكاء..

لا حل سواه عندما ترهقنا الأحلام التي طال انتظار تحققها ..

نبكي ونحن باقين في أماكننا لأنه لا سبيل لنا سوى البقاء هنا، ربما لأن هذا الحلم المنتظر وجب عليه هذه المرة أن يركض هو نحونا !

أن يبحث هو عنا، أن يأتي هو محررا الأحاديث التي برعنا في كتمانها ..

نبكي يا عزيزتي لكن في صمت! والبسمة أعلى ملامحنا واجهة للجميع..

نبكي والعبرات سجينة العين، نبكي ومن يرانا يلمس الأمل من ضحكة اختلقناها ..

في صباح يوم جديد، وقفت تراقب شقيقها وهو يرتب بعض الأوراق الهامة الخاصة بتجارة زوجها، أو من كان يوما زوجا وحبيبا ورفيقا وحياة..

اقتربت منه مفتشة داخلها عن كلمات قد تلين من قلبه فيسمح لها بزيارة يزيد ..

وقفت أمامه وابتسمت بحنان وهي تعدل من ملابسه فيبدأ هو الحديث معها باترا ارتباكها وتخبطها، مشفقا على تيه روحها في قصة حب ظن هو أنها أنهت خاتمتها بالفراق، بينما هي ترى أنه بعد الفراق والهجر هناك فصل جديد وحكاية ستغزل أسرارها الشمس..

-لا يمكنك زيارة يزيد يا زينب ..

خرجت نبرته بثبات، مراقبا ملامحها التي جاهدت العبرات راسمة الابتسامة أعلاها متمنيا لو أمكنه إخبارها أنه لا يريد لها هذا اللقاء لأنها لو لمحت يزيد على صورته الحالية لتحطمت..

-لمَ لا تنسي يزيد وتلتفتي لأبنائك، تلتفتي لذاتك، تلتفتي لما يخصك أنت فقط يا زينب..؟

سألها بعد أن أدركه اليأس، سألها متعجبا من حالة عشقها الذي لم يتخيل صموده..

راقب ملامحها المبتسمة باهتزاز وإجابتها التي تحررت منها بنبرة حب:

-لكنه يزيد يا فؤاد، ويزيد يخصني، ينتمي لي ..

لمست قلبها وعينيها زائغة في ذكريات وصور ملونة بالهوى متابعة الحديث بصدق قلب أنهكه الهوى:

-يزيد يعيش داخلي، فكيف لا يخصني؟

-من أين لكِ بهذا الكم من الحب يا زينب ؟..

سألها بنظرات متسعة مصدومة، كلماتها عن وصف قرب يزيد لها أثار داخله الغيرة ..

ولمَ يغار وهو يشبهها في درب العشاق..

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن