الفصل الثلاثون ج٢
وحينما نحب ستحلو الحياة !
ستزهر الصحراء القاحلة ، ستمطر السماء بعد الجفاف ، ستعانق البحار أقدام من أتى لها متلهفا للمسة منها.
حينما نحب سنرى الحياة مزهرية ورد كلما وددنا السعادة اقتطفنا منها زهرة فينمو بدلا منها زهور..
حينما نحب بصدق سنحب أنفسنا والجميع..
الحب هو المقطوعة الموسيقية التي سيتنغم بها سمعك لتدرك أن المكان صار ملكا لك..
الحب يا عزيزتي أن تثقي بمكانتك بقلب أحدهم ولن تثقي بمكانتك سوى بتقديرك وحبك لذاتك أنت أولا..
وهما سويا خلقا برفقة بعضهما البعض قصة حبهما التي لم يخيل لهما يوما تحققها ..
هذان اللذان فرقت بينهم الحدود ، وحالت بينهم المدن، من أقسمت الحياة أنه لا لقاء بينهما ولو صدفة ليأتي القدر بكلمته ملقيا الحب في قلبهما ..
جالسا أمامها متأملا ملامحها الهادئة ، غافية عنه في عالمها الخاص وهو العاشق الذي لا يود إفلات أي من تفاصيلها..
استقام من جلسته وجلس بجانبها أعلى السرير ، مد أنامله فلمست ملامحها برقة وحنان ، لا يريد إيقاظها ويريد رؤية عينيها ..
افترق جفنيها ببطيء للحظات بعد أن شعرت بلمساته ، رفرفت بعينيها عدت مرات قبل أن تفتحهما ونظرها بقي للحظات معلق بملامحه القريبة منها للغاية ..
لقاء العيين بينهما متاهة ما إن يدخلانها حتى يدركهما التيه!
ولأنها مختلفة في عشقها ، منفردة في طريقة حبها ، ولأنها زهرته المشتعلة ولو امتلأت بالهوى ..
أخرجت نفسها من هذا التيه واعتدلت من نومتها ، ارتدت برأسها للخلف هاتفة بطريقتها المعتادة هربا من خجلها من هذا القرب:
-ما الذي تفعله يا سفيان؟
نظر لها تعجبا من سؤالها لكنه منحها إجابته ببساطة دون قلق:
-أتقرب منك هل هناك خطأ في ذلك؟
نظرت له نظرة ذات مغزى ، نظرة اتهام عابث ، ابتعدت عنه بضع سنتميترات ، أمسكت بالغطاء ولفت جسدها به حتى رأسها خافية عنه خصلاتها أيضا متابعة معه الحديث :
-تتقرب ، هل تريد استغلالي ؟، تريدني أن استيقظ خائفة من شيء ما، وأنا من حسبتك ممتهنا للأدب..
رفع حاجبه واقترب منها منهيا مسافة السنتميترات بينهما قائلا لها ويده تربت أعلى خصلاتها المتخفية بالغطاء:
-لا تخافي يا زهراء أنت ابنة عمتي من لحمي ودمي، سأستغلك ولكنني بعدها لن أتخلى عنك ..
جارته في لعبتهما المفضلة بينهما مانحة إياها نظرة صدمة مفتعلة متابعة الحديث بنبرة ذهول :
أنت تقرأ
واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائي
Lãng mạnجميع الحقوق محفوظة للكاتبة واجتاحت ثنايا القلب ما بين خفقة و إخفاقة