الختام
وبعد الخسارة ، وبعد الهزيمة ، وبعد الإدراك لتلك الحقائق التي كانت مخفية متوارية أمامك خلف وجه بريء عطوف ، ستجد أنك تقف مكانك في مواجهة القدر ...
تنظر له برجاء أن يترفق بك أن يرحمك من هذا العذاب الذي تغلغل في روحك لكن..!
لكن القدر لا يستجيب مديرا لك ظهره تاركا لك خط النهاية وحل وحيد..
أن تتأقلم وتتعايش ، أن تحاول البحث عن لحظات سعادة ولو قليلة في مواجهة الظلام الذي عشش على أيامك..
وهو قرر أن يرضا ، أن يتعايش مع حالته الجديدة ..
أن يحاول البحث عن الراحة متأقلما مع وضعه الذي اختاره ..
هو لن يلوم أحد بالمرة!
مر عام بعد ظهور نتيجة الثانوية الخاصة بمي..
مي الصغيرة .. مي الطالبة .. مي زوجته!
نجحت هي في هذا العام ، ما زال يتذكر فرحتها في هذا اليوم حينما بشرها ..
فرحتها كطفلة لم تنال حلوى العيد لسنوات ثم منحها أحدهم قالب كيك بالشوكولاتة..
صاحب بفرحة ثم اقتربت منه معانقة إياه من فرط سعادتها ..
تجمد للحظات في طور استيعابه لهذا القرب الذي لم يحدث منذ زمن..
يم يدفعها بعيدا عنه لكنه فقط اكتفي بأن يربت أعلى ظهرها مبتسما متقبلا انفعالها هذا ..
ابتعدت هي عنه بعدها بصدمة والحرج يلون ملامحها ..
-أٍسفة..
همست بالأسف كونها تقربت منه هكذا..
لكنه لا يعلم أنها باتت تراه عائلتها ، الرجل الذي حماها ومنحها ما لم يُمنح لها من قبل..
رجل أهداه لها القدر لتكمل الحياة من جديد..
تجاهل أسفها ، تجاهل العناق ، تجاهل الخجل الظاهر أعلى ملامحها وهتف بجدية بعد أن جلس أعلى أحد المقاعد الخاصة بمائدة الطعام هاتفا :
-اجلسي يا مي أريدك بأمر هام..
تلاشت الفرحة من ملامحها حينما تبدل حاله ، وتساءلت هل سينفصل عنها لتعود إلى عائلتها ..؟
هل سيتحملها أحد ؟، هل سيسمح لها والدها أن تكمل تعليمها الجامعي.؟
جلست في مقابلته وخبأت ارتعاش جسدها وبقيت في انتظار حديثه ..
-أنت تعلمين ظروف زواجنا يا مي أليس كذلك؟، مدركة لوضعنا بالطبع..
تحدث مقاوما نفسه أن يعاود الرجوع إلى التدخين مرة أخرى ..
توتر رغما عنه ولم يتمكن من إنكار تعوده على مي ، على رؤيتها كل يوم ، على أوراقها المبعثرة هنا وهناك..
أنت تقرأ
واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة واجتاحت ثنايا القلب ما بين خفقة و إخفاقة