الفصل الرابع والعشرين

1.1K 52 1
                                    


الفصل الرابع والعشرين

مبعثرين..

نهيم في هذه الحياة ولا ندري أي الطرق نسلك..

مبعثرين وكل ما فينا مشتت عقولنا .. قلوبنا ومشاعرنا، تلك المشاعر التي اعتقدنا أنها خاصة بنا نملك القدرة التحكم بها ، تخيلنا ذات يوم أنها لا تحوي ثغرات ضعف بين طياتها وأنها لن تميل سوى بإرادتنا نحن ..

لنجد بالنهاية أنه لا سلطان لنا عليها ولا قدرة لنا على الوقوف أمام تيار ميلها برياح حب أطلقه قلب أخر.. معلنا الحرب علينا موجها تجاه قلوبنا نيران هواه علنا نكتوي بها فنميل نهوى و.. نعشق..

مبعثرين ونحن من حسبنا أن الروح فينا لا تحمل الحب فيها ولا تعرف الشوق ولا يمكن لها أن تعانق الخوف من فراق!

مبعثرين رغما عنا ولو عاندنا القدر لعاندنا وانتهينا محملين بالحزن واليأس والأسى..

وهي من اعتقدت أنها لن تميل مع الهوى ، من أقسمت ذات يوم أنها لن تسقط في فوهة العشق يوما بإرادتها لتنفجر الفوهة بقربها فيصاب القلب والروح رغما عنها بداء العشق وحربه..

وقفت أمام المرآة تتأمل هيئتها ، اليوم ستغادر حيث وطنها من أجل زفاف شقيقتها المرتقب..

وقفت أمام المرآة للحظات أخرى وعينيها التي اعتادت منها بريق الراحة الفترة الماضية قد بهتت وغربت..

أغمضت عينيها هاربة من حقيقة لا تود مواجهتها ، تود الهروب وهي من لم تعتاد عليه يوما..

التفت ونظراتها طوقت الغرفة وكأنها لا تود إفلاتها من الذاكرة متمنية في تلك اللحظة لو كان للمرء قدرة على حمل الجدران الدافئة..

أمسكت حقيبتها الصغيرة ونظراتها لا تفارق الغرفة وجدرانها ، الجدران التي شهدت على لحظات مختطفة من الحياة ، لحظات عاشت فيها الحياة كما تستحق..

فتحت باب الغرفة وخرجت منها مغمضة العين وكأنها تخاف أن تُمحى من نظراتها الصورة التي نُقشت داخلها..

بالأسفل وقف سفيان بانتظارها، نفسه تود الهرب من المكان حتى لا يوصلها بيده نحو البعيد ، والعقل ثابت مكانه راغبا في إطلاق سراحها علها تعود مرة أخرى بإرادتها.

تأملها وهي تهبط الدرج بملامح باهته فغزاه الأمل أنها حزينة لفراقه فيأتي صوت مظلم داحر هذا الأمل دافنا إياها في مهده ..

-أنا مستعدة للسفر..

رفعت نظرها له عندما طال الصمت منه بعد حديثها الجامد معه ، تأملته وهي المتهربة منه بعد اعتراف الحب منذ أيام..

وكما تهربت منه تهرب هو أيضا والقلب يخشى الرفض كما الإيجاب!

-سفيان

واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن