الفصل السادس والعشرون
ما بال الحلم عزيزا في تحققه؟
ما بالها الأحلام صعبة في طرق الحصول عليها، مؤلمة وقاسية في دروبها، ومنهكة للروح الفاقدة لشروطها بعد أن منحتنا وعد أن لنا ما تمنينا؟
ما باله الحلم الذي جاهدنا لأجله صار واقفا في مواجهتنا ثابتا مظهرا لنا لونه الخبيث حاملا لنا بين طياته الكابوس الأكبر؟
ما بال الحياة الأن تقف مع الحلم وتدعمه تخبرنا أن نستسلم للكابوس ، أن نعانقه ونتقبله ، أن نتأقلم عليه ونراه حياة مخبرة إيانا ببساطة( أنت من أخترت حلما هاويا لا أساس له، أنت الغبي الذي صدق الأوهام واعتقد أن الكابوس انتهى؟
عزيزتي الحياة ولو نسينا نحن نسختها المعتمة فهي لا تنسى ..
الحياة تبقى حياة .. الراحة فيها رفاهية ،وجودها عبث والتنعم بها خيال ..
استيقظت من نومها مبكرا كما اعتادت، بل هنا السؤال هل تنام هي لتعتاد ؟!
عيناها تهيم حولها بالغرفة وكأنها تنتظر نهايتها ، هنا في هذه الغرفة ربما بعد ليلة حب بينها وبين علي سيخبرها متأثرا أسفا حزينا برغبته في الحصول على طفل، مصرحا ربما عن فقدانه لرصيد الصبر رغم أنه لم يمر على زواجهما سوى ثلاثة أشهر ربما..
سيأتي يوم وتنتهي هي فيه!
تنهدت بعمق وكأنها تبحث عن مخرج لهذا الوجع المتقد داخلها دون انطفاء !
-صباح الخير يا فرح..
وفرح من بين شفتيه تشقيها وتحيها ، تمنحها الأمل في الصباح وتبتره منها في اللحظة التالية..
شعرت بقبلته النعمة الهادئة أعلى كتفها كما كل صباح ، أنامله التي تتسلل لأعلى نحو خصلاتها تداعبها .. تبعثرها فيثير فيها هو دون أن يدرى رغبتها في البكاء..
رغبتها أن ليتها لم تره ، لم تتعرف عليه..
ليتها لم تحب علي ، فالحب سيء ومؤلم للغاية ..
-صباح الخير يا علي..
منحته الإجابة بنظرة متهربة من أن يرى تلك الخيبة المتخفية بها ، استقامت من مكانها سريعا متابعة الحديث :
-هيا استيقظ سأعد لك الإفطار سريعا حتى تلحق بعملك..
راقبها وهي تتحاشى النظر نحوه كعادتها منذ اكتشاف أمرهما ، راقبها تسير عنه بعيدا رغم القرب ..
لاحقها ممسكا بذارعها ، توقفت مكانها ثابته وعيناها ترجوه دون النظر نحوه أن يفلتها ، تود البكاء وستبكي ..
وما الحياة سوى البكاء للبعض منا!
أرغمها على مواجهته متمعنا في ملامحها الشاردة متحدثا بيأس لرؤيتها بتلك الهيئة:
أنت تقرأ
واجتاحت ثنايا القلب ... أسماء رجائي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة واجتاحت ثنايا القلب ما بين خفقة و إخفاقة