هذا الحبيب « ٤ »

425 48 2
                                    

هذا الحبيب « ٤ »

السيرة النبوية العطرة (فداء عبدالله والدِ النبي صلى الله عليه وسلم)

وضع عبد المطلب إبنه عبدالله ، أمام الكعبة وأستعد لذبحه وكانت أندية قريش حول الكعبة .

[الأندية .. هي عبارة عن مجالس لقريش ، كانوا يجلسون جماعات مع بعضهم البعض ، كل جماعة تجلس مع أصحابها ، إسمها أندية ، وتكون الكعبة أمامهم مباشرةً ، وكل ما يحدث عند الكعبة يرونه].

فلما استعد عبد المطلب لذبح عبدالله ، ضاجت قريش كلها [لأن أهل قريش كان عندهم علم بقصة النذر والذبح] وقام الناس من مجالسهم مسرعين ، حتى وصلوا الى عبد المطلب ، وامسكوا بعبد الله وابعدوه ، ثم وقفوا بين عبدالمطلب وعبدالله ، ثم صاحوا بأعلى صوتهم : لاااا واللات والعزى ، لا ندعك تذبحه حتى تعذر فيه[أي حتى نجد حل لهذا النذر].

يا عبد المطلب : أنت سيد قومك ، وكبيرهم وقدوتهم ، إن ذبحت ولدك ، ستكون سُنة [عادة ] في قريش ، كل رجل نذر ، سيذبح إبنه عند الكعبة.

قال عبد المطلب : يا قوم .. لعل الله إبتلاني كما ابتلى جدكم إبراهيم ، بولده إسماعيل ؟؟

قالوا لا ، لا لن ندعك تذبحه حتى تُعذر فيه .

قال لهم .. وما الحل ؟؟

فصاح أحدهم ، فلنحتكم الى الكهان !!

وصاح آخر ننطلق الى سحاج عرافة يثرب [ قلنا أن يثرب هي نفسها المدينة المنورة حالياً ، لما دخلها الحبيب صلى الله عليه وسلم ، أنارت وأضاءت وأشرقت من نور وجهه صلى الله عليه وسلم ]

ننطلق الى سحاج عرافة يثرب [ امرأة اسمها سحاج كاهنة في يثرب ، كانت تُعرف بعرافة يثرب ] نسألها لعلها تجد لك مخرجا ، عرافة يثرب خير من ينهض بالأمر [ أي افضل كاهنة تستطيع أن تحل هذا الأمر].

فسكت عبد المطلب عن الكلام ، ولم يعد له سبيل لرفض كلامهم ، ونزلت عليه السكينة والأرتياح ثم نظر الى القوم وقال :_ ننطلق الى سحاج عرافة يثرب ، فصاح الجميع وعلا صوتهم بالفرح ، انتشر الخبر في مكة كلها كالنار بالهشيم وضجت مكة بأصوات الفرح ، وأطلت النساء بفرح ينظرن الى عبد الله بشفقة ورحمة ، كانت كل فتيات مكة يتمنون عبد الله زوجاً لهن ، كان كل من نظر إليه يراه مكسواً بالجمال والهيبة والانوار {إنه نور حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يحمله عبدالله }

الكل ينظر إليه وينظروا الى صبره لهذا الموقف الصعب ، هذا الفتى الجميل صاحب الوجه المضيء ، إنه جميل وما أكثر الجمال في قريش ، ولكن جمالهُ نادر يشف عن جمال الروح ، ففي جماله شيء غريب ، نور يكسوه في وجهه شيئاً لا ترى مثله في وجه شباب قريش [هناك كثير من الروايات في كتب السيرة قد تحدثت عن جمال عبدالله والنور الذي كان يكتسيه ولكن اكتفيت بالشرح لضيق الوقت].

فركبوا جميعاً ، وأنطلقوا إليها ، فلم يجدوها في يثرب ، كانت في خيبر ، فلحقوا بها الى خيبر ، فلما دخلوا على كاهنة يثرب ، نظرت إليهم تلك العجوز الكبيرة في العمر نظرة ذكاء وفراسة ، وقص عليها عبدالمطلب خبره وخبر إبنه عبدالله.

الأنوار_المحمدية

______صلى الله عليه وسلم _____

لا تنس ذكر الله


هذا الحبيب ... السيرة النبوية العطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن