هذا الحبيب « ١١ »

325 37 2
                                    


هذا الحبيب « ١١ »

السيرة النبوية العطرة (حادثة أصحاب الفيل ، الجزء الثاني)

جهز أبرهة جيشه ، وأنطلق به في إتجاه الكعبة ، وكان من تجهيزات هذا الجيش ، الفيلة والخيل والجمال ، وتقدم أبرهة بجنده ، وكان يركب على فيل عظيم ، وأمر جنده أن يتبعوه .

كان الطريق الى مكة طويل ، فكان كل ما مر على قبيلة من قبائل العرب ، بعث فرقة من جنده وأغاروا عليها ، ينهب أموالهم وأغنامهم وإبلها ليطعم جيشه الضخم ، في الطريق ، بعض القبائل عندما سمعت بمسير أبرهة وجيشه ، خافوا وهربوا وتركوا ديارهم ، بعض العرب حاولوا قتاله ، ولكن فشلوا ، جيش قوي ومنظم ، طبعا كأي زمان ومكان بعضهم ساعدوه لينالوا رضاه).

وصل أبرهة الى منطقة قريبة من مكة ، فأقام فيها ثم أرسل فرقة من جيشه ، فنهبت الإبل والاغنام لقريش ، التي كانت ترعى في الجبال والشعاب من ضمنها ، إبل لعبد المطلب ، جد الحبيب صلى الله عليه وسلم.

فلما علم أهل مكة بالأمر ، أجتمعوا للتشاور ، وكان الخوف الشديد يملئ بيوت مكة قالوا لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه [ أهل مكة ليس عندهم جيش منظم ومدرب ، والذي زاد خوفهم أكثر الفيلة الضخمة ،التي تحمل الجنود ]

ثم بعث أبرهة ، رسول من عنده لأهل مكة

قال له :_ إذهب إليهم ، واسأل عن سيد هذه البلد وقل له { إن الملك يقول لك ، إنه لم يأتي لحربكم ، فإنما أتيت لهدم هذا البيت ، فلا تتعرضوا لنا للقتال ، واخلو لنا المكان كي نهدم هذا البيت ، فإن قالوا لك أنهم لا يريدون القتال ، فأحضر لي سيدهم أتشاور معه }

فدخل رسول أبرهة مكة ، وسأل عن سيد قريش

قالوا له : عبد المطلب سيد مكة وشيخها

فحضر عبد المطلب ، فقال له الرسول ما أمره به أبرهة ، فقال عبد المطلب : والله لا نريد حربه ، وليس عندنا طاقة لحربه ولكن ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم ، فإن أراد الله منع أبرهة من بيته وحرمه منعه وإن أراد ان يخلي بينه وبين بيته ، فنحن لا طاقة لنا بقتال أبرهة

فقال له الرسول : انطلق معي يا شيخ مكة ، فالملك يريد مقابلتك .

فذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة ، فأستأذن بدخول عليه

قال أبرهة :_ من هذا الذي يطلب الدخول ؟؟

قالوا له :_ هذا عبد المطلب شيخ مكة ، هو الذي يطعم الناس والطير والسباع ، من كرمه وجوده ، ويؤمن الحجيج ويسقي الماء ( فأعجب أبرهة بخصال عبد المطلب).

فلما دخل عبد المطلب ، وكان عبد المطلب رجل طويل وعظيم له هيبة ، وجمال ، فلما رآه أبرهة ، وثب واقفاً ، ورحب به ، وكان من عادة أبرهة يجلس على سرير ملكه ، والناس تجلس تحته ، فأراد أن يُجلس عبدالمطلب بجانبه لشدة هيبته ، و كره أن تراهُ حاشيته وهو يجلسه بجانبه فنزل أبرهة عن سريره ، وجلس على البساط وأجلسه معه الى جانبه

هذا الحبيب ... السيرة النبوية العطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن