تحريم الخمر
_________
نحن الآن مازلنا بعد غزوة أحد ، في السنة {{ الثالثة للهجرة }}
وكم قلنا السيرة ليست فقط غزوات وحروب ، إنما هي منهاج حياة ، فكل قول وفعل للنبي صلى الله عليه وسلم ،فهو من السيرة ، ولا بد لنا أن لا نتجاوز أمور حدثت في كل عام من حياته {{ صلى الله عليه وسلم }}
ففي السنة الثالثة من الهجرة ، وبعد وقعت أحد نزل تحريم الخمر
__________
لم يأتي تحريم الخمر فجأة ، بل كان بالتدريج
وكثير من التشريعات جاءت بالتدريج
مثل الصلاة والصيام والزكاة والجهاد وأحكام الميراث، وعقوبة الزنا وغير ذلك
فالتدرج في التشريع من أسس وركائز التشريع الإسلامي، لأنه ليس من الممكن أن ينقلب المجتمع الجاهلي الفاسد الى مجتمع صالح بين عشية وضحاها
وهكذا جاء تحريم الخمر متدرجاً في أربعة آيات
__________
المرحلة الأولى
أول ما نزل من الخمر هو قول الله تعالى في سورة النحل {{ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }}
يعني ثمرات النخيل [[ اي البلح ]] والأعناب [[ أي العنب ]]
تتخذون منه سكراً [[ يعني عندما تتدخلوا بالعنب وتخرجوه عن طبيعته فيصبح خمرا ]]
ورزقاً حسنا [[ لما تاكلوا مثل ما هو ، من غير اي تدخل هو رزق حسن ]]
بمعنى الآية تقول لنا اذا أكلت هذه الثمرات دون تدخل فهي {{ رزق حسن }}
واذا تدخلت وغيرت طبيعته، وجعلته مسكرا فهو ليس رزقاً حسنا
ولا حظوا ربنا لما ذكر {{ سكرا }} مر عليها بلا تعليق
وعندما
قال: :_ {{ رِزْقاً }} وصفه بأنه {{ حَسَناً }} فكان يجب أن نتنبه إلى أن الله يمهد لموقف الإسلام من الخمر ، فهو لم يصف (السكر) بأي وصف ، وجعل للرزق وصفا هو {{ الحسن }}
وانتهت الآية بقوله تعالى {{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}} يعنى لو عقلتم هذه الآية فقط، لعلمتم أن الخمر أمر قبيح، ولعلمتم أنه أمر لا يحبه الله تعالى ولا يرضاه لكم
___________
المرحلة الثانية
نزل بعد ذلك قول الله تعالى في سورة البقرة
{{ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا }}
أنت تقرأ
هذا الحبيب ... السيرة النبوية العطرة
Spiritualهذا الحبيب ... السيرة النبوية العطرة منقول للاستفادة ****************** بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أول الخلق نوراً وآخر الأنبياء وخاتمهم ، فنظر الله إلى خلقه فقسمهم فرقتي...