هذا الحبيب « ١٣ »

279 29 2
                                    


هذا الحبيب « ١٣ »

السيرة النبوية العطرة (يوم تشريفه لهذا الوجود ، صلى الله عليه وسلم )

فلما وصل عبد المطلب ، ونظر للرسول صلى الله عليه وسلم ، وإذا به كالبدر ، ثم نظر إلى صفاتهِ [ وكما قلنا من قبل أنه كان يسمع من أهل الكتاب ، في سفره ، عن صفات نبي آخر الأمة] فلما رآه ، هنا أيقن أن هذا المولود ، سيكون نبي هذه الأمة

فحمله عبدالمطلب ، ورفعه للأعلى ، يريد أن يعلن إسمه ، وقال يا آمنة ، فرفعت آمنة يدها (( بمعنى أنتظر يا شيخ مكة ، لا تُعلن اسمه))

وقالت آمنة :_ يا شيخ مكة ، لقد ولد ... لا كما يولد الصبيان ولد ، ساجداً إلى الأرض ، معتمداً على ركبتيه ويديه ، ينظر الى السماء ، مختوناً ، يفيح منه المسك وقد هتف لي هاتف مرة أخرى عند ولادته ، يا آمنة سميه "محمد" ، فأبتسم عبد المطلب مندهشاً مسروراً ، وأرتسمت السعادة في وجهه

وقال :_ أي ورب البيت ، فلقد عزمت أن أسميه محمدا.

قالت :_ ولِما يا شيخ مكة ، عزمت على هذا الاسم ؟؟

قال :_ يا آمنة ، لقد رأيتُ رؤيا في منامي ، فسألت أهل الرؤى عنها

فقالوا لي :_ يخرج من صُلبك رجلٌ ، يطيعهُ أهل السماء والأرض ، فإني أُحب أن أسميه محمدا رجاءً أن يحمده من في السماء وأن يحمده الناس على الأرض ، فأعلن إسمه محمد صلى الله عليه وسلم.

فدخلت ثويبة [ثويبة كانت ، جارية لأبي لهب ، وكانت تسكن قريبة من بيت آمنة ]

فلما سمعت الخبر ،أنطلقت على الفور مسرعة

وهي تنادي ، يا أب لهب ، يا أب لهب

[ كان لقبهُ أبو لهب ، قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، إسمه الحقيقي ( عبدُ العزة ) ولقبه ابو لهب ، لأنه كان شديد الجمال ، وكانوا يرون وجهه كأنه طلعت الشمس ولهبها ،ولكن لم ينفعه جمالهُ لعدم إيمانهِ بالله].

فقال ابو لهب :_ ويحك يا جارية ، ما الأمر ؟؟!!!!

قالت :_ ولِدَ لأخيك عبد الله مولود

قال :_ يا جارية أحقاً ما تقولين ؟؟!!!!!

قالت :_ نعم ، أي ورب البيت ، وقد سماهُ أبوك (أي عبد المطلب ) سماه محمداً.

فقال لها من شدة فرحه ، وأنتي حرةٌ طليقة يا ثويبة !!!!(( فأعتقها وأصبحت حرة ))

لا أحد يستطيع وصف ، فرح ثويبة في تلك اللحظة ، إلا أنها من شدة فرحها بالعتق ، أنطلقت مسرعة إلى آمنة ، وقالت يا آمنة اعتقني أبي لهب بسبب هذا الصبي ثم حملته وضمته إلى صدرها صلى الله عليه وسلم ، ثم قالت يا آمنة هل تسمحي لي أن أرضعه ؟؟ فسمحت لها فأرضعته ثويبة ، فكان أول لبن دخل فمه صلى الله عليه وسلم لبن ثويبة.

فأول مرضعة للرسول صلى الله عليه وسلم

كانت ... ثويبة ، أرضعته من لبن أبنها {{ مسروح }} فمسروح اخو النبي صلى الله عليه وسلم ، من الرضاعة وارضعت ثويبة ايضاً سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فكان حمزة ، عم النبي واخو النبي بالرضاعة .

كان قريب في العمر منه في سن الرضاعة ، وكان حمزة قد سبق الرسول بسنتين من العمر كما أنه قريب له من جهة الأم ، فأمه هالة بنت وهيب ، ابنة عم آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم

لذلك عندما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج من أبنت حمزة ، قال :" لا تَحلُ لي ، يحرمُ من الرضاع مايحرمُ من النسب ، هي بنت أخي من الرضاعة".

ثم أرضعته ... أمه آمنة [أرضعته أمه سبع أيام على التوالي .. وليس كما يقول بعض الجاهلين ، رفض أن يرضع من أمه هذا الكلام مكذوب .. أرضعته أمه سبع أيام لبن اللبان .. حليب اللبان يعرفه النساء ، يعطي المناعة للطفل والصحة ]

ثم أرضعته ... حليمة السعدية التي سيأتي ذكرها بالتفصيل

يقول ابن عباس رضي الله عنه [وهو عم الرسول ]

يقول يا رسول الله ، لقد رأيت أبي لهب بعد موته في منامي فقلت له :_ أي أبي لهب ماذا رأيت بعدنا ؟؟[ يعني كيف حالك بعدنا ؟ ]

قال :_ لم أرى خيراً قط ، غير أني في كل يوم إثنين يخفف عني العذاب وأُسقى من ها هنا (ومد إصبعه الشاهد والإبهام) [يعني بحجم هالأصبعين ] أسقى من ها هنا ماء بارد لفرحي بمولد محمد وإعتاقي ثويبة ، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم .. وإذا سكت الرسول يعني أقر الحديث وأيده .

[قيل أنه يخفف عنه عذاب القبر لإنه لم يدخل أحد جهنم إلا بعد يوم القيامة] أما في جهنم لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينصرون .

وبعد أن أعلن عبد المطلب عن اسم المولود وسماه محمد صلى الله عليه وسلم ، حمله و انطلق به بأتجاه الكعبة ، وهو مسرور مشرق الوجه قد فرح فرحاً لم يفرح مثلهُ من قبل ....

الأنوار_المحمدية

______صلى الله عليه وسلم _____

لا تنس ذكر الله


هذا الحبيب ... السيرة النبوية العطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن