السابع والعشرون

79 7 1
                                    

انتهى غداء العمل وغادر الوفد الاجنبي وبقيت هبه مع عاصم بالمطعم لمناقشة الملاحظات التي قامت بتدوينها اثناء اللقاء...قال عاصم بهدوء:
- عظيم جدا...اعملي تقرير بالنقط دي وابعتيه على الاميل بتاعي عشان اناقشها مع زياد وشهاب..
قالت هبه بعمليه :
- حاضر يا فندم...اقدر امشي دلوقتى..
قال عاصم بابتسامة هادئه:
- مش لما تاكلي الاول..انتي انشغلتي بكتابة الملاحظات ومأكلتيش حاجة..
قالت بتوتر :
- مش مهم...انا مش متعودة اتغدا بدري..وكمان عشان اقدر اتغدا مع كريم..
هز رأسه متفهما وقال:
- طيب يالا عشان اوصلك..
هتفت بسرعة : لا مفيش داعي..انا هطلب عربية..
قال بحسم : انا اللى هوصلك...وبعدين موضوع انك تطلبي عربية ولا تاكسي ده مش هينفع..اوقات الوقت بيتأخر فى الشركة وده مش امان ليكي..
قالت بإستغراب:
- احنا مش بنتأخر للدرجة اللى تقلق..
قال باصرار:
- بردو مش امان...انا هخصص لك عربية بسواق توديكي وتجيبك..
قالت برفض : لا طبعا انا مش موافقة..
قال بإستغراب : ليه.. كل المديرين بيتخصص لهم عربية من الشركة..
هتفت هبه: انا مش مديرة..
قال باسما : انتى مديرة مكتبي..
قالت باصرار :
- ارجوك يا عاصم بيه..انا مش بحب اكون متقيدة... وكمان انا نويت اشتري عربية.. واتعلمت السواقة خلاص
قال باقناع:
- خلاص.. بلاش تشتري وانا هخصصلك عربية من غير سواق مدام بتعرفي تسوقي..
قالت بهدوء :
- عربيات الشركة فخمة وانا بحب العربيات السبور..
ابتسم عاصم وقال:
- احنا بنشتغل فى العربية دى فطبيعي نخصص منها للموظفين..
قالت بدهشة : ده بجد..؟
قال عاصم باستغراب:
- انتي متعرفيش ان ضمن شركات المجموعة شركة عربيات..؟
هتفت هبه:  دى اول مرة اعرف..
قال عاصم بهدوء : احنا واخدين توكيل الماركة دي وصيانتها...وفى منها موديلات سبور ممكن تاخدي واحدة منهم..
قالت هبه بابتسامة هادئه:
- افضل اجيب عربية تكون بتاعتي لو حصل فيها حاجة مبقاش مسؤلة قدام حد..خصوصا انى اتعلمت السواقة جديد..
ثم أضافت بمرح: وعشان لو سيبت الشركة ماكونش مديونة لكم بحاجه..
هتف بحسم:
- ده مش هيحصل ابدا..
اهتزت نظراتها وقالت بارتباك:
- طيب تسمحلي امشي..
نهض وهو يشير اليها ويقول:
- اتفضلي...هوصلك..
تنهدت وقامت معه... كانت صامته طوال الطريق تشعر بتوتر من حديثه معها ولم يكن هو بحال افضل وكأن الهواء من حولهما يحمل شحنات كهربيه عاليه...لم يحاول الحديث...فكلما تحدث نطق بأشياء غريبة..
قاطع افكارهما صوت السائق وهو يقول:
- وصلنا يافندم..
نظرت هبه حولها وادركت انها بجوار بيتها بالفعل... فشكرته ونزلت من السياره وصعدت سريعا...ظل ينظر هو فى اثرها لثواني قبل ان يأمر السائق بالتحرك..
  ........................................................................

صدح هاتف كريم فالتقطه بتكاسل وهو متسطح على الفراش لكنه اعتدل سريعا عندما رأى اسمها يزين شاشته واجاب بلهفة فأتاه صوتها يهتف برقة:
- ازيك دلوقتي يا كريم..
قال بابتسامة سعيده:
- احسن بكتير الحمدلله.. حتى بفكر انزل السنتر بكره..
هتفت بلهفة:
- لا يا كريم متستعجلش فى النزول...خد وقتك لحد ماتخف خالص..
قال بصوت خافت دون وعي:
- خايفة عليا يا مِنه..
تسارعت دقات قلبها وارتبكت حتى انها لم تستطع الاجابة...شعر باضطرابها فحاول تدارك الامر قائلا:
- قصدي متقلقيش...انا بقيت كويس..
ابتلعت ريقها وقالت بتوتر:
- بردو خلي بالك من نفسك وكمل علاجك للأخر..
ابتسم وقال:
- حاضر...المهم طمنيني عليكي..اخبار المذاكرة ايه..
ابتسمت وقالت:
- تمام الحمدلله..
قال مشجعا:
- عايزك تركزي اوى...الترم ده اقصر واصعب..وانا مش هقبل بتقدير اقل من الترم الاول..
قالت بحماس:
- اطمن...ان شاءالله هنجح بتفوق..
هتف بتمني : ان شاءالله..
قالت بهدوء : هسيبك دلوقتي عشان ترتاح..سلام..
هتف برقة: سلام..
اغلق الهاتف وضمه الى صدره قبل ان تطرق هبه باب غرفته وتدخل وهى تقول :
- اخبارك ايه يا كيمو..
قال بابتسامة سعيده:
- الحمدلله يا ماما...انا كويس اوى..
هتفت باسمة : الحمدلله..شكلك احسن... اتغديت واخدت علاجك ولا لسه..؟
قال بهدوء : لا لسه...قولت استناكي ونتغدا سوا..
قالت هبه بابتسامة حانية:
- ماشي...هغير هدومى بسرعة واجهز الغدا..
خرجت من الغرفة ونظر هو الى الهاتف بين يديه وقال : هانت يا مِنه..هانت خلاص..
  .........................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن