بعد يومين فى شركة عاصم..
سمعت هبه طرق على باب مكتبها فسمحت للطارق بالدخول... دلف الى مكتبها مدير الحسابات وقال بابتسامة بشوشة:
- صباح الخير يا مدام هبه..
بادلته هبه ابتسامته قائلة:
- صباح الخير يا أستاذ مجدي...اتفضل عاصم بيه فى انتظارك..
قال مجدي بود : لأ...انا كنت عايز حضرتك الاول..
هتفت بتساؤل: خير...؟
مد يده لها بظرف كبير وهو يقول بشكل عملي :
- النهاردة اول الشهر وعاصم بيه طلب مني اسلمك مرتبك بنفسي..اتفضلي..وياريت تمضيلي هنا بالاستلام..
اخذت هبه منه الظرف ووضعته جانبا ثم وقعت بالاستلام وهى تقول باسمة : تمام..اتفضل..
فقال باستفهام: مش تعدي فلوسك الاول قبل ما تمضي.
قالت هبه بود:
- هعد وراك بردو يا استاذ مجدي.. بس مال الظرف كبير كده ليه..
قال مجدي ببساطة : على قد المبلغ اللى فيه..بردو (......) مبلغ مش قليل..
هتفت بصدمة وقد تفاجأت بالمبلغ :
- عاصم بيه قالك تديني المبلغ ده..
قال مجدي بإستغراب:
- ايوه طبعا...فى حاجة يا مدام هبه... مش ده اللى اتفقتوا عليه..
قالت بتدارك للأمر:
- اصله مبلغ كبير انه يتسلم يدوي..
ابتسم مجدي وقال:
- هما اول ٣شهور بس هتستلمي مرتبك من هنا بعد كده هيتحول على البنك زي باقي الموظفين وهنسلمك الفيزا الخاصة بيكي اول ما تخلص الإجراءات..
أومأت برأسها متفهمة وقالت:
- ان شاءالله..
استأذن منها مجدي ثم دخل الى مكتب عاصم وتركها شاردة فى هذا المبلغ الضخم بالنسبة لها والذي تفاجأت به... بعد قليل خرج مجدي والقى عليها التحيه سريعا وغادر الى مكتبه..
قامت هبه وطرقت باب مكتب عاصم ثم دخلت بعد ان سمح لها.. اشار لها عاصم بالجلوس فجلست امامه...نظر لها باسما منتظرا ان تبدأ حديثها الذي يتوقعه بشكل كبير...فقالت بتوتر:
- الأستاذ مجدي سلمني المرتب قبل ما يدخل لحضرتك..
اومأ برأسه وقال: ايوه عارف..
قالت بتلعثم: بس ده مبلغ كبير جدا بالنسبة لحد مبتدئ زيي..وكمان....
قاطعها عاصم بهدوء:
- اولا المبلغ مش كبير ولا حاجة..كل وظيفة وليها المرتب اللى يناسبها...وده الحد الأدنى للمرتب المناسب لمديرة مكتب رئيس مجلس ادارة المجموعة و صاحبها
ثانيا انتي مش مبتدئه...بالعكس...ورغم اني مكنتش عايز اقول تقييمي ليكي دلوقتي..لكن اقدر اقول بشكل مبدئي انك لحد دلوقتي..ممتازة..
ابتسمت هبة وقالت:
- يارب افضل دايما عند حسن ظن حضرتك..
ابتسم وقال:
- سبق وقولت اني متفائل بيكي جدا...بس بردو التقييم النهائي هيكون فى نهاية ال٣شهور... وان شاءالله تستمري معانا..وعلى فكرة المرتب وقتها هيتغير..
هزت هبه رأسها برفض وقالت:
- لا لا مفيش داعي...المرتب ده كبير عليا جدا..
ضحك عاصم وقال:
- كل الموظفين بيطالبوا دايما بزيادة وانتى مش عايزة ومستكترة المرتب عليكي..
قالت هبه بحرج: كل واحد حسب ظروفه وطريقة حياته..
هتف عاصم باسما: مظبوط...بس النفقات بتتغير حسب الدخل...والالتزامات بتزيد زي المرتب ما بيزيد...على العموم خليها لوقتها..
ابتسمت هبه وقالت:
- انا متشكرة جدا يا فندم...بعد اذنك..
ظل يتابعها بعينيه حتى غادرت مكتبه ثم اخفض عينيه للأوراق التي امامه مرة اخرى..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
