الفصل السادس عشر

191 8 4
                                    

قاد طارق سيارته بسرعة وضغط على عجلة القيادة بغيظ شديد... كيف وجدت عمل...هى لا تصلح للعمل... ولا يجب ان تعمل... كيف يبعدها عن هذا الامر... كيف يمنعها...
ذهب الى بيت شقيقه أحمد الذى استقبله بترحاب وادخله غرفة المعيشة...لحقت بهما هدى وبعد تبادل السلام قالت:
- تشرب ايه يا طارق...ولا اجهز العشا احسن..
قال طارق بسرعة: لا يا هدى..انا اتغديت مع الولاد..
قال أحمد بابتسامة:
- قابلتهم النهاردة..
قال طارق بابتسامة حانيه:
- زرتهم فى البيت... وكانوا لسه هيتغدوا.. فاتغديت معاهم.. والحقيقة كنت واقع من الجوع فدبيتها على الاخر..
نظر له أحمد بإستغراب فأكمل طارق موضحا:
- النهاردة عيد ميلاد آيه... وانا استأذنت من هبه انى احتفل بيه معاهم فى البيت... وهى رحبت.
قال أحمد بود:
- هبه ست محترمة.. اكيد مش هترفض وجودك مع ولادك فى مناسبة زى دي..
اومأ برأسه موافقا فقالت هدى:
- كل سنة وآيه طيبة..
ابتسم طارق وقال: وانتى طيبه يا هدى..
دخلت سارة بابتسامة بشوشة لتسلم على عمها قائلة:
- عمو طارق عندنا... وانا بقول النور ده جاي منين..
ابتسم طارق وقال:
- ده نورك انتي يا بكاشة..وحشتيني يا سو..
قالت بمرح: وانت كمان يا عمو.. صحيح.. الف مبروك لآيه..
قال طارق بابتسامة مرحة:
- الله يبارك فيكى.. لحقت وصلتك الاخبار..
ضحكت سارة وقالت:
- مش عايزة اصدمك واقولك انى عرفت قبلكم.. اول آيه ما عرفت اتصلت بيا على طول..
ضحك طارق وقال:
- طبعا.. ما انتى نصها التاني.. هى دخلت السُن اصلا غير بسببك.. انتى اللى حببتيها فيها..
قالت سارة بابتسامة:
- لا بس هى تفوقت عليا..
قالت هدى بإستغراب: طيب ما تفهمونا بتتكلموا عن ايه.. عشان نبارك احنا كمان..
ضحكت سارة وقالت: آه صحيح..انتوا لسه متعرفوش..
شاركها طارق الضحك وقال:
- انا اصلا لسه عارف من ساعتين..
هتف أحمد باستفهام: ماتقول يابني في ايه..
قال طارق: آيه جاتلها منحة للدراسة فى المانيا لمدة سنة..
هتف أحمد بفرحة : بجد.. الف مبروك يا....
قاطعه دخول مازن وهو يقول بحدة:
- ايه الكلام الفارغ ده.. مين دى اللى هتسافر..
نظر الجميع له بدهشة ونظرت له سارة بعتاب..فتوتر قليلا وهو يسأل عمه:
- صحيح الكلام ده يا عمي.. آيه هتسافر..
نظر له طارق بإستغراب وقال:
- ايوه يا مازن... اخدت منحة تفوق..
ضغط مازن على أسنانه بغضب قبل ان يقول باندفاع:
- بس انا مش موافق على السفر ده..
هتف أحمد بحدة وغضب من تصرفه:
- وانت مين عشان توافق ولا ترفض..
حاول طارق تهدئته وهو يقول:
- استنى بس يا أحمد...لما نفهم مازن عايز يقول ايه..
اخذ مازن نفس عميق ليهدئ توتره وقال:
- انا آسف انى اتكلمت باندفاع.. بس يا عمي انا عايز اخطب آيه.. وكنت مستني تخلص السنة دى وتبقى فى سنة تالته وبعدين اخطبها منك.. وبصراحة موضوع السفر ده فاجئني..
سأله طارق ببطء:
- آيه تعرف حاجة عن رغبتك دى..
هز رأسه نفيا وقال: لأ.. انا ماتكلمتش معاها فى الموضوع ده قبل كده..
اخذ طارق نفس عميق وقال:
- موضوع السفر ده كان مفجأة لينا كلنا وليها هى كمان بس احب اقولك ان آيه مش فى دماغها حاجة دلوقتى غير دراستها ومستقبلها.. ومفتكرش انها هترحب بارتباط ممكن يوقف طموحها ويمنعها من تحقيق حلمها لو عايز تستنى السنه دى زي ما كنت بتقول.. استنى.. مش عايز فدي حاجة ترجعلك..
هتف مازن بانفعال:
- بس انا مش هقدر اسيبها تسافر تعيش لوحدها فى بلد غريبه..
عقد طارق حاجبيه وقال:
- على اساس انك هتخاف على بنتي اكتر مني... ولا مش واثق فى اخلاقها..
هتف مازن بحدة: لا طبعا... اخلاقها مش مجال مناقشة انا بس خايف عليها.. وبصراحة مش هقدر انها تبعد وتتغرب لمدة سنة..
قال أحمد بضيق :
- انت سمعت رأي عمك يا مازن... آية بتفكر دلوقتي فى مستقبلها وبس ومفيش حاجة ممكن تقنعها برفض المنحة..
قال مازن بلهفة: انا اقدر اقنعها..
قال طارق بإستغراب:
- انت متصور انك لو عرضت عليها الإرتباط.. هتتنازل عن السفر وهتفضل وجودها معاك هنا..
هتف مازن بتأكيد: ايوه..
نظر له طارق نظرة غير مفهومة وقال بثقة:
- تمام... انا موافق انك تكلمها.. واذا وافقت على كلامك واتنازلت عن المنحة... انا هوافق على ارتباطكم..
ابتسم مازن وقال براحة:
- متشكر يا عمي.. وبعد اذنك انا هحاول اقابلها بكرة فى الكليه..
قال طارق بهدوء: معنديش مانع..
عاد مازن الى غرفته وذهبت خلفه ساره
فى حين قالت هدى التي كانت تتابع ما يحدث بصمت:
- انا مش عارفه اقولك ايه يا طارق.. مازن فاجئنا بكلامه..
رد طارق بهدوء: مازن شاب يا هدى.. وبيحركه اندفاع الشباب وغيرته على البنت اللى بيحبها..
قالت هدى بحرج: طيب انا هقوم اعملكم القهوة..
غادرت هدى فى حين قال أحمد بإستغراب:
- بس انت ازاي وافقت انه يروح يكلمها.. مش خايف يغير رأيها...ودى فرصة كبيرة بالنسبة لها..
ابتسم طارق وقال بثقة:
- انا عارف بنتي كويس... ولو فى حاجة هتقفل الموضوع ده تماما.. تبقى آيه نفسها..
هتف أحمد بتساؤل:
- ولو قدر يغير رأيها واقنعها ماتسافرش..
قال طارق ببساطه:
- يبقى هو اهم عندها من المنحة ومن السفر...ووجودها معاه اهم عندها من طموحها..
قال أحمد بإستغراب:
- بتتكلم ببساطه يا طارق ..
رد طارق بعقلانية:
- الموضوع بسيط فعلا... لو آيه رفضت كلام مازن واتمسكت بالسفر.. تبقى كسبت فرصة كويسة وحققت اول خطوة فى طريق مستقبلها اللى هى بتتمناه... وده اللى انا متوقعه... وهو كمان هيعرف ان اللى فى دماغه اوهام..
اخذ نفس قبل ان يكمل :
- ولو قدر يقنعها زي ما بتقول تبقى كسبت انسان بيحبها وهى حابه وجودها معاه وبردو هتكمل دراستها هنا عادي وكأن المنحة ماجتش اصلا... فى كل الاحوال آيه هى الكسبانة..
هز أحمد رأسه متفهما وقال:
- ربنا يقدم اللي فيه الخير..

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن