السادس والخمسين

65 5 2
                                    

" انت غلطان يا زياد "
قالتها هايدي بهدوء بعد ان استمعت لزياد وهو يحكي لها مع حدث..فهتف باستنكار :
- بعد اللى حكيتهولك يا هايدي..
قالت هايدي بتأكيد:
- موقفك ده كان ممكن يبقى صح مع واحدة عادية.. انما حبيبتك ليها تركيبة خاصة.. حسب ما فهمت منك انها رافضة فكرة الحب وبتعتبره ضعف..وبتحارب احساسها بيك.. تقوم انت بمنتهى الغباء تديها مبرر اكبر وتأكدلها فكرة انك ممكن تتخلى عنها فى اي وقت عشان تقنعها بموقفها اكتر وتخليها تبعد خالص...ازاي كده يا زياد..
اتسعت عينا زياد بجزع وقال :
- يا خبر..انا مافكرتش كده خالص..
مطت هايدي شفتيها وقالت بحنق:
- انت مافكرتش اصلا..انت اخدت الموضوع عند معاها وبس..
هز رأسه نفيا وقال:
- لأ مش حكاية عند..انا كان قصدي اخليها تحدد هى عايزة ايه...
قالت بغيظ : وهو انت كنت قولتلها انت عايز منها ايه..؟ انت بردو مش واضح معاها..
قال باستنكار : يعني هى طفلة ومش فاهمه اهتمامي بيها معناه ايه..
زفرت بضيق وقالت : يا زياد اهتمامك ده ممكن يبقى ليه الف معنى واي بنت بتحترم نفسها مش هتتصرف بناء على احساس ممكن يبقى صح وممكن يبقى غلط..
صمت وهو يفكر فى حديثها فأضافت:
- وحتى لو عارفة انك بتفكر فيها..تضمن منين هى انك جد ومش عايز تتسلى وبس..
هتف برفض : اتسلى ازاي يعني..هى دي بتاعة تسلية..
قالت بتوضيح :
- انا باتكلم عنك انت..متنساش انها عارفة ان معظم حياتك بره..يمكن انت اللى واخد الدنيا عادي..هى تعرف نيتك منين...تعرف منين انك جد.. وحتى لو تعرف.. متصور انها تيجي تقولك انا باحبك.. لازم انت اللى تقولها الاول يا بني..خصوصا انها معتزة جدا بنفسها زى ما فهمت..
زفر بسخط وقال :
- طيب وبعدين..اعمل ايه دلوقت..؟
تنهدت وقالت بتأنيب :
- اولا تصلح العك اللى هببته..وتحاول ترجع العلاقة بينكم لطيفة من تاني..
مط شفتيه وقال باعتراف :
- بصراحة انا مكنتش ناوي اكمل فى الغلاسة دي كتير.. وحشنى اوى النقار معاها..
ابتسمت وقالت :
- ماشي..وثانيا خليك واضح وصارحها باللي جواك.. صدقني..الوضوح فى الامور اللى زي دى اسلم طريق..
قال بقلق : هترفض وهتبعد يا هايدي..
ابتسمت وقالت :
- حتى لو رفضت وهربت منك فى الاول..هترجع مع اصرارك..ده طبعا لو كانت بتحبك زي ما بتقول..اما لو احساسها بيك مجرد اعجاب وسهل انها تتغلب عليه.. ساعتها هتقدر تبعد..
قال زياد بتخوف : ولو قدرت تبعد فعلا..
اخذت هايدي نفس عميق وقالت :
- هو انت عايز حبها فعلا يا زياد..ولا عايزها تبقى معاك وخلاص حتى لو هى مش عايزة..
قال زياد باستنكار : لأ طبعا..انا مش هفرض نفسي عليها..
قالت بهدوء : عظيم...يبقى انت كمان هتفهم وضعك ايه
بس اطمن..هى غالبا بتحبك فعلا..
قال بلهفة : ايش عرفك..؟
قالت بثقة : عشان جات لوحدها من غير ما انت تطلب منها..تبقى وحشتها يا زياد..
ابتسم بسعادة ثم قال باعجاب:
- ازاي بقيتي بالعقل ده يا هايدي..
ضحكت هايدي وقالت : هو انا كنت مجنونة قبل كده ولا ايه..
ضحك زياد وقال : مجنونة بس..ده انتي كنتي فى الضياع..
تلاشت ضحكتها وقالت بابتسامة حزينة :
- معاك حق..كنت فى الضياع..ربنا يكرم اللى لقاني..
ابتسم وقال : شهاب مش كده..
قالت بشرود :
- عارف ليه انا بقولك وضح لآيه مشاعرك...عشان انا حاسة بيها...عارفة يعني ايه حد يكون خايف ومحتاج يتطمن..لو صارحتها هتطمن..لو فضلت متمسك بيها هتطمن.. هى بس محتاجة تلاقي فيك الحبيب اللى بتتمناه.. زي ما انا لقيت فى شهاب الاب اللى بتمناه..
قال بهدوء : علاقتك بيه اختلفت من يومها..مش كده.
ابتسمت وقالت :
- الاول كنا اصحاب..ودلوقتي احنا اصحاب واكتر.. الطريقة الوحيده اللي اقدر ارد له بيها جميله..هى اني اكون بنته فعلا زى ما هو بقى ابويا..
ابتسم زياد وقال :
- عارفة يا هايدي..انا محظوظ ان ليا صديقة زيك..
قالت هايدي بابتسامة رقيقة : وانا كمان يا زياد..
.................................................................

فرصة تانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن